ابنه الحافظ أبي بكر، وكَثُرت كتب أبي بكر، ثم نقلت بعد زمان إلى مصر، أحضروها إلى ولده الفقيه المحدِّث أبي عمرو محمد بن أبي بكر، ورأيت أبا عمرو بمصر، ولم يَتَّفق لي أن أسمع منه، ارتحل من تونس قبل السبعين وست مئة واستوطن مصر، وسمع من أصحاب أبي القاسم البُوصِيري، وأبي الفرج كُلَيب، وتأهَّل وجاءته الأولاد، ومات كهلًا أو جاوز الكهولة، وصارت المكتبة بعدُ إلى أولاده.
قال أبو بكر بن الزُّبير الغرناطي: كان أبو بكر ظاهريًا، أجاز له نحو من أربع مئة شيخ، انتقل إلى حصن القصر ثم إلى طَنْجة وأُقرَّ بجامعها، وأمَّ وخطب، ثم انتقل إلى بِجَاية فخطب بجامعها، ثم طُلِب إلى تونس فدرَّس بها وخطب، إلى أن قال: وكان على طريقة الشيخ أبي العباس النَّباتي، إلّا أن النباتي أشهرُ بالورع والفضل التام، كتب إليَّ بالإجازة. قلت: بلغني أنَّ الإمام أبا محمد بن هارون الكلابي كان يلازم مجلس الخطيب أبي بكر للفقه والنظر، وسمع من لفظه "صحيح البخاري" وتفسير أحاديثه، أملاه من صدره.
أخبرنا عبد الله بن محمّد بن هارون الطائي وأبو بكر محمد بن أحمد، أخبرنا أبو محمد الزُّهري، أخبرنا أبو الحسن شريح بن محمد، أخبرنا ابن منظور، أخبرنا أبو ذرّ عبد بن أحمد الحافظ، أخبرنا أبو محمد بن حَمَّوَيه ومحمّد بن مكِّي وإبراهيم بن أحمد المُستَمْلي، قالوا: أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل (١)، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي ﷺ قال: "لا تزال