وشرع في فتح أبواب الظُّلم، وخُلع عليه بالطَّرْحة مرَّات، وعمل نظرَ الجامع، وخاف الناسُ من كَيْده وجَبَروته، رأيته بالخِلْعة يمشي الخُيَلاء، وكان رَبْعةً، كثير الشَّيب، فعَدَا طَوْرَه (١)، وآذى غيرَ واحد، وتحامَقَ حتى على النائب والقضاة، فتبَرَّموا به وكاتبوا النائب فيه، فجاء الأمر بالكشف، وكان قد ارتَشَى وحصَّل، فرُسِم عليه بالعَذْرَاويَّة، فظهر عليه بلايا، ومَقَتَه النَّاس، ثم ضرب بالمَقَارع، فحَمَل مَبْلغًا وذاق ذلًا، واشْتَفُوا، وكان قد عَثَّرَ السيفَ واقفَ السَّامَرّيَّة، وأخذ منه قرية الزّنبقيَّة وظلمه، فأتاه يتغمَّم له بتشَفّ، فقال: باللهِ لا تجئْ إليَّ، فقال: ما ينصبر لي عنك وعمل أبياتًا مُقْذِعةً في هَجُوه، أولها: