للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وحدَّث عن: السَّخاوي، وابن الصَّلاح. وكان يُرمى برذائل.

وقيل: إنه عمل أربعينيات بالرُّوم وجاع، وشَرَحَ الأسماء الحسنى على طريقة زهّاد الفلاسفة، وشَرَح "مقامات النِّفَّري"، وقال في مرضه: من عرف الله كيف يخافه، والله مذ عرفته ما خفته بل رَجَوته.

قلت: هذا كلام مردود.

ونظمُه في غاية الحسن لولا ما شأنه بالاتحاد، وله:

ما صادِحاتُ الحَمَام في القُضُبِ … ولا ارتقاصُ المُدَام بالحَبَبِ

إلا لمعنًى إذا ظَفِرتَ به … ألزَمَك الجِدَّ صورة اللعبِ

من أجل ذا في الجمال ما نقلَتْ … قومًا عن القبض بَسْطَةُ الطَّرَبِ

قد شاهدوا مُطلَقَ الجَمَال بلا … رَقيبِ غيرِيِّهِ ولا حُجُبِ

فأُولِعوا بالقُدود مائسةً … أعطافُها والمباسِمِ الشنبِ

وافتَتنوا بالجُفُونِ إن رمقَتْ … ترمي قِسِيًا بأسهم الهُدُبِ

وأسلموا في الهوى أزمَّتهم … طَوعًا لحُكم الكواعبِ العُرُبِ

قد خُلِقَتْ للجمال أعيُنُهم … وطُهِّرت بالمدامع السُّرُبِ

ما لاحظوا رُتْبة تُقيِّدُهم … وهم جميعًا عُمّارة الرُّتبِ

فطُفْ بحاناتِهِم عسى قَبَسٌ … من بعضِ كاساتهم با لهَبِ

تَصرِفْ من صَرْفِها هُمُومَك أو … تُصبحْ في القوم مُلحَقَ النَّسَبِ

وكن طُفَيليَّهم على أدبٍ … فما أرى شافعًا سوى الأدبِ

مات في رجب سنة تسعين وست مئة.

وقيل له: أأنت نُصَيري؟ قال: بل نُصَيرٌ بعضٌ منِّي. وقد أضلَّ جماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>