وحدَّث عن: السَّخاوي، وابن الصَّلاح. وكان يُرمى برذائل.
وقيل: إنه عمل أربعينيات بالرُّوم وجاع، وشَرَحَ الأسماء الحسنى على طريقة زهّاد الفلاسفة، وشَرَح "مقامات النِّفَّري"، وقال في مرضه: من عرف الله كيف يخافه، والله مذ عرفته ما خفته بل رَجَوته.
قلت: هذا كلام مردود.
ونظمُه في غاية الحسن لولا ما شأنه بالاتحاد، وله:
ما صادِحاتُ الحَمَام في القُضُبِ … ولا ارتقاصُ المُدَام بالحَبَبِ
إلا لمعنًى إذا ظَفِرتَ به … ألزَمَك الجِدَّ صورة اللعبِ
من أجل ذا في الجمال ما نقلَتْ … قومًا عن القبض بَسْطَةُ الطَّرَبِ
قد شاهدوا مُطلَقَ الجَمَال بلا … رَقيبِ غيرِيِّهِ ولا حُجُبِ
فأُولِعوا بالقُدود مائسةً … أعطافُها والمباسِمِ الشنبِ
وافتَتنوا بالجُفُونِ إن رمقَتْ … ترمي قِسِيًا بأسهم الهُدُبِ
وأسلموا في الهوى أزمَّتهم … طَوعًا لحُكم الكواعبِ العُرُبِ
قد خُلِقَتْ للجمال أعيُنُهم … وطُهِّرت بالمدامع السُّرُبِ
ما لاحظوا رُتْبة تُقيِّدُهم … وهم جميعًا عُمّارة الرُّتبِ
فطُفْ بحاناتِهِم عسى قَبَسٌ … من بعضِ كاساتهم با لهَبِ
تَصرِفْ من صَرْفِها هُمُومَك أو … تُصبحْ في القوم مُلحَقَ النَّسَبِ
وكن طُفَيليَّهم على أدبٍ … فما أرى شافعًا سوى الأدبِ
مات في رجب سنة تسعين وست مئة.
وقيل له: أأنت نُصَيري؟ قال: بل نُصَيرٌ بعضٌ منِّي. وقد أضلَّ جماعة.