خطِّه يُضرَب المثل، وإليه يشير الصاحب فتح الدين بن القيسراني فيما أنشدَناه:
بوجه معذِّبي آياتُ حُسنٍ … فقل ما شئتَ فيه ولا تُحاشي
ونسخةُ حُسنِه قُرئت فصحَّت … وها خطُّ الكمال على الحواشِي
حدَّث عنه: ولده القاضي الصاحب مجد الدين عبد الرحمن، والدمياطي، وعلم الدين الدُّويداري، والكمال بن النحّاس، وبدر الدين التاذِفي، وجماعة.
ذكره الدِّمْياطي فبالغ في تقريظه، وأسهب وأغرب، قال: ولي القضاءَ بحلب خمسةٌ من آبائه، وله الخط البديع، والحظ الرفيع، والتصانيف الرائعة، منها "تاريخ حلب"، أدركته المنيَّةُ قبل إكمال تبييضه، وكان بارًا فيَّ حفيًّا محسنًا إليّ، يُؤْثرني على أقراني، وصحبته بضع عشرة سنة مقامًا وسفرًا، ورافقته كَرَّتين من بغداد إلى دمشق، وأخذت عنه في البلاد من علمه ونَظْمه، وأخذ عني بسامُرّاء، وكان غزير العلم، خطير القَدْر، لا يُرَى مثله، وقد عدَّلني تعديلًا ما عدَّله أحدًا، وذلك أن قاضي دمشق التَمَسني منه ليعدِّلَني، فامتنع بسببِ ما جرى من القاضي، فطَفِقَ الرسول يتضرَّع إليه ويسأله حتى أَذن، فغدوتُ معه، فأخرج لي القاضي ملبوسًا فاخرًا، فلبسته وأشهدَني عليه ورجعتُ راكبًا على بغلته إلى منزلي.
وقال الشريف عز الدين (١): كان ﵀ جامعًا لفنون من العلم، معظَّمًا عند الخاصّة والعامّة، وله الوَجَاهة التامة عند الملوك، جمع تاريخًا لحلب كبيرًا أحسن فيه، ومات وبعضه مسوَّدة، ولو كمل لكان