للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مولده في سنة ثمان وثلاثين.

وسمع من: بهاء الدين بن الجُمَّيْزي، وغيره.

وكان صدرًا معظَّمًا، كامل السُّؤدَد، عالي الهِمَّة، صاحب فضائل، وله عقل ورَزَانة، فصار كاتب السِّرّ، وكان السلطان يعتمد عليه ويَركَن إليه ويثق بدينه، وله نظمٌ في الذروة، فمنه:

أيا عُود الأراك ثَمِلت سُكرًا … فهل خلفتَ بعدكَ من بقايا

فقال: أصِرْتَ مثلي ذا ارتشافٍ … أنا ابن جَلا وطَلاعُ الثّنايا

ومنه:

ذو قَوَام يجور منه اعتدالٌ … كم طعينٍ به من العشَّاقِ

سَلَب القُضْبَ لِينَها فهى غَيْظًا … واقفاتٌ تشْكُوه بالأوراقِ

توفي الصاحب فتح الدين بقلعة دمشق في نصف رمضان سنة إحدى وتسعين وست مئة.

ودُفن بسفح قاسيون، وفُجِعَ به والده، والآداب وأهلها.

ومات أبوه بالقاهرة بعده بأشهر في رجب سنة اثنتين وتسعين، رحمهما الله تعالى.

ووليَ ديوان السِّرّ بعد الفتح المولى الصَّاحبُ تاج الدين أحمد بن شرف الدين سعيد بن محمد بن الأثير الحلبي، فباشر أيامًا نحو الشهر، وأدركه الأجل في شوَّال سنة إحدى بغزَّة، فوليَ بعده ولدُه عماد الدين إسماعيل، فطُلِب القاضي شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله وأُشرك بينهما أيامًا، ثم صُرِف العِماد واستقلَّ شرف الدين زمانًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>