للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبو عبد الله، محمد ابن قاضي دمشق شمس الدين أحمد بن الخليل بن سَعَادة بن جعفر، الخُوَيِّيُّ ثم الدِّمشقي، الشَّافعي.

وُلد سنة ست وعشرين وست مئة.

وتُوفِّي أبوه ولهذا إحدى عشرة سنة، فنشأ بالعادلية، وأكبَّ على العلم وحَفِظَ عدَّة كتب وعَرَضَها، وبَرَعَ وتميَّز، وكان موصوفًا بالذكاء والفِطْنة والعقل، وحُسْن التصنيف.

سمع من: ابن اللَّتِّي، وابن المُقيَّر، وابن الصَّلاح، وجماعة.

وأجاز له عمرُ بن كَرَم، ومحمود بن مَندَه، وخلق.

خرَّج له التقيُّ عُبيد "معجمًا" حافلًا، وخرَّج له أبو الحجَّاج المِزِّي "أربعين" متبايِنة الإسناد، وكان يُكرِم المشتغلين ويَتودَّد إليهم.

عمل مجلَّدًا كبيرًا يشتمل على عشرين فنًّا من العلم، وله نظمٌ جيد، درَّس وهو شابٌّ بالدِّماغية، ثم وليَ قضاءَ القدس، ثم لَحِقَ سنة التتار بمصر، ووليَ قضاء المَحَلّة، ثم قَدِمَ قاضيًا على حلب، ثم رَجَعَ فعاد إلى المَحلَّة، ثم ولي قضاءَ القُضاة بمصر مدةً يسيرة، ثم نُقِلَ إلى قضاء الشام بعد القاضي بهاء الدين بن الزَّكِي.

سمع منه خلقٌ بمصر وبدمشق.

وكان رَبْعةً من الرجال، أسمرَ مَهيبًا، فصيحًا، وَقُورًا، مستدير اللحية، وَخَطَه الشَّيبُ، وكان مُنصِفًا في البحث، ذا تُؤدَة وسَمْت، شرح "فصول" ابن مُعْط، وألَّف في التفسير وفي العَروض، ونَظَمَ "علوم الحديث" و "كفاية المتحفِّظ" وكتاب "الفصيح"، وألَّف كتابًا في علم الهَيئة وغيره، وكان من

<<  <  ج: ص:  >  >>