للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال الكازَرُونيّ: وفي سنة ستٍّ وسبعين اجتمع الأكابر لسماع "مقاماته" في رباط القصر، وقُدِّمت أواني الجُلّاب والفواكه، وجلس منشدها على كرسي والجمع شاكرون، ثم سمعها منه في سنة سبع وسبعين كمال الدين ابن الفُوَطي وطائفة (١)، ورأيت الطَّبقةَ بخط ياقوت مجوِّد العراق (٢)، ثم إن صاحب الديوان علاء الدين أعمَلَه بخمس مئة دينار عراقية، فاستقلّها، وكان فيه حُمْقٌ وبأوٌ، وقد ظهر ذلك في خطبة "المقامات"، ثم فارق بغداد وسافر إلى بلاد الهند، وأضمرته البلاد.

وذاكرني أبو الخير الدِّهْلي بأنَّ الفقيه عبد العزيز بن أبي الدُّرِّ الرَّبَعي حدَّث بها بمصر عن المؤلِّف مرتين، وأنَّ ببغداد شيخين في سنة تسع وثلاثين يرويان عنه. قال: وبلغني أنه عاش إلى قريب سنة سبع مئة (٣)، أولها: الحمد لله الذي أيَّدنا بمنائح اللآلاء، وأوردنا موارد الآلاء، ودرًا بعزِّ عزِّه كتائب الضراء، وفَقَا بوُطْف لُطفه عيون مقانب الضراء، وحَسَم بحسام معدلته شواهق الشقاء، وقمع بمقامع المقانع نواصي الأعداء،


(١) وقال في الموضع الآخر: من السامعين: جمال الدين حسن بن أبان النُّجومي، وجلال الدِّين بن عُكْبَر الواعظ، وبهاء الدين بن عيسى المُنشئ، والعلَّامة مظفَّر بن أحمد بن علي الساعاتي، وصدر الدِّين أحمد بن الكسّار المحدِّث، وابنه صالح، ونجم الدِّين عبد العزيز بن أبي الدُّرّ، والظهير الكَازَرُوني، والكمال بن الفُوَطي.
(٢) وقال في الموضع الآخر: وفي الطبقة من ألقاب المؤلِّف: علّامة علماء العالم، رافع حجج نهج البلاغة، ونحو ذلك، وبالغ بعضهم حتى فضّلها على "مقامات" الحريري، وليس كذلك، وكان بمقاماته معجبًا، ولمَدحِها مُسْهِبًا.
(٣) وقال في الموضع الآخر: ذكر الدِّهلي قال: حكى لي الكمال عبد المؤمن ابن الواسطي، عن مجد الدين الواسطي: أنه اجتمع بمَعَدٍّ الجزري ببلاد الهند، وأنه توفي بعد سبع مئة هناك. انتهى، قلنا: ونقل بعضهم عن طبقات ابن قاضي شهبة: أنه توفي سنة ٧٠١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>