للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبي الطاعة، القُشَيريّ، المِصْري المَنْفلُوطيّ، المالكي والشافعيّ، قاضي الديار المِصرية وعالمُها.

مولده بصحراء عَيْذاب في شعبان سنة خمس وعشرين وست مئة.

وتفقّه على والده مجد الدين ابن دقيق العيد المالكي.

وسمع من: ابن رَوَاج وابن الجُمَّيزي، وسبط السِّلَفي، وابن المقيَّر، والحافظ المُنذريّ، وابن عبد الدائم، وأبي البقاء النابُلُسي، وعِدَّة.

وصنَّف التصانيف كـ"الإلمام في السُّنن" ولم يُكْمله وكمَّل تسويده، و"الإلمام في الأحكام" و"شرح العُمدة".

وبرع في الأُصول والفروع، ومعرفة الصحيح والسقيم.

وكان ذا ذهن وقّاد، وفِكْر صائب، وعبادة دائمة، وصدق شاف، وورع تامّ، عديم الكلام فيما لا يَعنيه، فقيه النفس، مائلًا إلى الحُجّة، مَهِيبًا وَقورًا لا سيّما في المناظرة، قلَّ أن ترى العيونُ مثله.

أخذ عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام وغيره.

ووليَ القضاء بعد تمنُّع وتوقُّف، وعَزَل نفسه غير مرة، وكانت الملوك تحترمه وتتأدَّب معه، وتُحكى عنه كرامات وأحوال، وكان لا ينام الليل بل يتشاغل بالعلم والتأليف، والعبادة والذِّكر، ومصالح النفس، وكان كثير التمتع بالأهل والتَّسَرِّي، فلا ينام إلَّا بعد صلاة الفجر نومةً ويقوم، وكان شديد الوَسْواس في أمر الماء والطهارة؛ له في ذلك حكايات، وكان لا يغتاب أحدًا ولا يسمع الغِيبة، وحديثُه الفاظٌ يسيرة حتى في دروسه.

وقد أَخبر يومَ كَسْرة التتار على حمص سنة ثمانين وبشَّر بها في ذلك اليوم وهو بمصر. ومناقبه غزيرة كثيرة شَهيرة، رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>