كتاب تكملة سير أعلام النبلاء - ط الرسالة العالمية

٥٢٥ - مسند المغرب - ج: 30 - ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

= هارون بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي الأندلسي القرطبي المالكي، نزيل تونس، مولده في سنة ثلاث وست مئة، وطلب العلم في حداثته.
قال المحدِّث ناصر الدين بن سلمة: هو من بيت الفصاحة والوجاهة، اشتغل بالعلم قراءاتٍ وحديث وفقه، ولغةٍ ونَحْو وآدابٍ، والى صناعة الأدب إلى أن مهر فيها، وله حظٌّ من النظم.
قرأ القرآن على جده لأمه محمّد بن قادم المَعَافري ولازم خال أمّه إمام جامع قرطبة العلَّامة أبا محمد عصام ابن أبي جعفر أحمد بن محمد بن خلصة، واستفاد عليه، وأخذ عن قرابته الحافظ أبي زكريا بن أبي عبد الله بن يحيى الجُمَّيزي، وقرأ عليه "الفصيح" و"أشعار الستة"، وسمع منه "الرَّوض الأنف"، ولم يكن أحد في عصر أبي زكريا أحفظ منه، كان يحفظ كتاب "السيرة" لا يبدّل منها حرفًا، وسمع قاضي الجماعة أبا القاسم ابن بقيّ فأخذ عنه "الموطأ" سماعًا في سنة عشرين وست مئة، وقرأ عليه "كامل" المبَرّد، وفهرس كتابه، وتلا على أبي العلاء إدريس بن محمد بن محمد الأنصاري بالسبع عن أخيه عن أبي جعفر بن خلصة، وهو جدّ أمّ صاحب الترجمة، وسمع "صحيح مسلم" من عبد الله أحمد بن بن محمد بن عطيّة بقراءة أبي علي بن أبي الأحوص، وسمع من أبي بكر بن سيِّد الناس الخطيب "صحيح البخاري" ولازمه، وسمع كتاب "الشمائل" من الحافظ محمد بن سعيد الطرّاز، وسمع "التيسير" من النَّحوي أحمد بن علي الفحَّام المالقي، وأخذ كثيرًا من "كتاب سيبويه" تفهمًا عن أبي علي [الشَّلَوبين] وأبي الحسن الدبّاج، وقرأ "المقامات الحريرية" تفهّمًا عن العلَّامة عامر بن هشام الأزدي، قلت: وله نظم كثير سائر، وانتهى إليه علو الإسناد.
روى عنه أثير الدين أبو حيّان، وأبو عبد الله الوادياشي، وأبو مروان التونسي خازن المصحف، وآخرون، وكتب الشعر وبابه عام سبع مئة، وفي آخر وقته أيس وانحطم وتغيَّر تغيُّر الهرم، على ما أنبأنا أبو حيان النَّحْوي.
وقرأت بخط الإمام أبي الحسن الشَّبْلي قال: رأيت بخط ناصر الدين بن سلمة الغَرناطي: شيخنا ابن هارون فيه تشيّع وانحراف عن معاوية وأبيه طعن فيهما نظمًا ونثرًا، اختلط بعد انفصالي عنه وبان عنه تغيُّر.
وقال لي أبو عبد الله محمد بن جابر المُقْرئ: توفي ابن هارون في حادي عشر ذي القعدة سنة اثنتين وسبع مئة بتونس. =