للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولد سنة تسع وعشرين وست مئة.

وسمع سنة سبع وثلاثين وبعدها من: عبد الحقِّ بن خلف، والحافظ الضِّياء، وعبد الله بن أبي عمر، وسمع سنة ست وأربعين من الشَّرف المُرْسيّ.

وطلب الحديث في سنة أربع وخمسين، فسمع من: البَكْريِّ، وإبراهيم بن خليل، وابن أبي الجِنّ، وابن عبد الدائم، وأصحاب الخُشوعي، وحنبل، ثم أصحاب الكِنْدي وابن مُلاعِب، ثم أصحاب ابن الزَّبيديّ وابن اللَّتِّي، ثم أصحاب كريمة والسَّخَاوي ومَنْ بعدهم.

وعمل مَحضَرًا أنه أهلٌ للمكتب، أخذ فيه خطوطَ خلقٍ كثيرٍ أكثرَ من ألفِ نفسٍ، وأثبَته على جماعةِ حكّام، فبقيَ بذلك ضُحْكةً وأُعجوبة، وكتب عمَّن دبَّ ودَرَج وألَّف، وخرَّج وحصَّل الأجزاء، وتَعِب، ومع عمله الكثير فلم يَنجُب ولا كان ليُتقنَ شيئًا ولا يدري نَحوًا، ولا يكتب جيّدًا، بل له دُرْبةٌ في الجملة، وله خطأ كثير.

وكان شيخًا حَسَنًا متواضعًا، دمثَ الأخلاق، سليم الباطن، يُعِيرُ بسهولة (١)، ويُفيد الطلبة، فالله تعالى يَسمَح له.

سمعنا منه كثيرًا، وسمع منه: المِزِّي، والبِرْزالي، وعلاء الدين الخراط، وقاضي حلب شمس الدين بن النَّقيب، والمُقاتِلي، وابن مظفَّر، وابن المُحِب، وابن حبيب، وخلق كثير.

وكان يؤدِّب بمكتب ابن عَبدٍ داخلَ باب تُوما.

وقد خرَّج لابن عبد الدائم ولجماعة، وعمل "سِيرة" طويلة طويلة


(١) يعني: يعير الأجزاء كما في بعض المصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>