أبو الحسن، علي بن مظفَّر بن إبراهيم بن عمر بن زيد الكِنْديّ، الإسكندراني ثم الدمشقي، كاتب ابن وداعة.
ولد سنة أربعين وست مئة تقريبًا.
تلا بالسَّبع على علم الدين القاسم، وشمس الدين أبي الفتح، وطَلَبَ الحديث، ونَسَخَ الأجزاء.
وسمع من: عبد الله ابن الخُشُوعي، وعبد العزيز الكَفَرْطابي، والصدر البَكْري، وعثمان ابن خطيب القَرافة، وإبراهيم بن خليل، والنقيب ابن أبي الجِنّ، وابن عبد الدائم، ومَن بعدَهم.
ونظَمَ في العربية، وحفظ كثيرًا من أشعار العرب، وكتب المنسوب فيما بعد، وعُدَّ من بلغاء زمانه في النظم والنثر، وخدم موقِّعًا بالحُصون مدة، وتحوَّل فيما بعد إلى دمشق، ورُتِّب بديوان الإنشاء، وشاهدًا بديوان الجامع، وقُرِّر شيخًا بالنَّفِيسية، وهو صاحب "التذكرة الكندية" الموقوفة بالخانقاه في خمسين مجلّدًا، فيها فنون، ومنشورات.
وبلغني عنه أمور، وكان يُخِلُّ بالصلاة، نسأل الله العفو! حملَنا الشَّرَهُ على الأخذ عنه.
توفي ببُسْتانِه عند قُبَّة المُسجَّف، في رجب سنة ست عشرة وسبع مئة.
أنشدنا العلاء الكِنْدي لنفسه:
مَن زارَ بابَكَ لم تَبرَحْ جوارحُه … تروي أحاديث ما أوْلَيْتَ من منَنِ
فالعينُ عن قُرَّةٍ والكَفُّ عن صِلَةٍ … والقلبُ عن جابرٍ والسَّمعُ عن حسَنِ