بعد أخيه الأشرف في المحرَّم سنة ست وتسعين، وكان قد تفنَّن وحفظ "كفاية المتحفِّظ" و "مقدمة"[ابن] بابْشاذ، وبحث "التَّنبيه"، وطالع وسمع من المُحِبّ الطبريّ وغيره، واشتملت خزانته - على ما يقال - على مئة ألف مجلد.
وكان مُحبًّا للخير، مثابرًا على زيارة الصالحين، وقدم عليه التاجر عز الدين الكولمي ومعه من الحرير والمسك والصيني ما أدى عليه لصاحب اليمن ثلاث مئة ألف درهم.
وأنشأ المؤيّد قصرًا عديم النظير، بديع الحسن، وكان في آخر أيام أبيه قد سار نحو الشِّحْر وحضرموت، ومعه عمَّته الشمسية، وفي نفسه من أبيه لكونه خصَّ أخاه الأشرف بأمور، فمات أبوهما سنة أربع وتسعين، وكان من أفراد الملوك.
قال إمام الزَّيديّة المُطهَّر: مات تُبَّعٌ الأكبر ومعونة الزمان، مات من كانت أقلامه تُكسِّر سيوفنا، فلمّا تسلطن الأشرف أقبل أخوه المؤيَّد من الشِّحْر، فغلب على عَدَن، وأحبُّوه، فجهَّز الأشرف ولده في ثلاث مئة فارس، فالتقوا فهزمهم المؤيَّد، وسار إلى أخيه فتلقَّاه وأعزّه، ومات الأشرف بعد أشهر في أول سنة ست وتسعين، فتسلطن المؤيَّد، ودخل في طاعته الناصر ولد الأشرف، وزوَّج بنيه ببنات الأشرف، وحاربه أخوه المسعود فضعُف وبايعه، وفُجِع المؤيَّد بولديه شابَّينِ: المظفَّر، والظاهر. وهادَى صاحب مصر، ثم مات أخوه الواثق إبراهيم، وكان كثير المحاسن، فحزن عليه المؤيَّد.
ثمَّ في سنة سبع عشرة سار إليه تاج الدين بن عبد الباقي مؤرِّخ اليمن بطلبٍ منه، فولّاه كتابة سرِّه، ولمّا توفي تملَّك ابنه المجاهد، واضطرب أمر