الحرم، وكان يُنشئ الخُطَب في الحال، وغالب كتبه بأيدي الزّيديَّة.
وأراني العفيف قصيدة لابن مَسْدي من ست مئة بيت، ينال فيها من معاوية وذويه.
ومن أوهامه: تخريجه لابن الجُمَّيزي عن شُهْدةَ من رابع "المَحامِليات"، ولم يسمعه.
وخرّج عن ابن ناصر بإجازته عن عبد الواحد المليحي وما أدركه أبدًا.
وخرّج لأبي الفضل ابن الخبّاز حديثًا عن عبد الله بن بَرِّي ما سمعه منه، وحاققه على ذلك عبيدٌ الحافظ، وطالبه بيانًا بالأمر، فما وجده، وكتب غلطًا ولم يتعمد.
ومَسدي، بالفتح، ومنهم من ضمّه ونوّن.
ونقل أبو محمد الدِّلاصي أنه غضَّ من عائشة.
ورأيت له "مناقب أبي بكر الصدِّيق" في مجلَّد بالأسانيد نقلت منه نفائس.
قُتِل ابن مَسْدي في بيته غِيلةً، وذهب دمه هدرًا في شوال سنة ثلاث وستين وست مئة، وله نحو من سبعين سنة.
ومن نظمه ما كتب إلينا الفقيه عبد الله بن محمد الطبري، أنه قرأ عليه:
يا ذا الذي لم يَزَل في مُلكه أزَلًا … ماذا أقول ولا أُحصي الثناءَ ولا
علوت قدْرًا فما قدْرُ العقول وقد … عقَلْتها فيك عن مفهوم قولِ علا
لاهُمَّ فينا دليلٌ منك يُرشدنا … إليك لم نتحرف عن حرف من وإلى
فلا طريق إلى تحقيق معرفةٍ … إلّا لمجهلةٍ حيث المجاز فلا
حمّى منيعٌ فلا يرقى لمَعقَلِه … إلّا بسُلَّم تسليمٍ لمن عقَلا