خطيب أذْرِعات الفقيه أبي حفص عمر بن سالم الأَذرَعي، الشافعي، شُهِرَ بالزُّرَعي لكونه حَكَمَ بزُرَع مدةً.
وُلد بأذرِعات في سنة خمس وأربعين.
وقَدِمَ دمشقَ وهو أمردُ فتفقَّه وحفظ "التنبيه"، وسمع من: ابن عبد الدائم، والكمال أحمد بن نِعمة، والجَمَال ابن الصَّيرَفي، وجماعة، وخرَّج له عنهم البِرزاليُّ.
ثم وليَ قضاءَ شَيزَر مدةً ثم قضاءَ زُرَع، ثم نابَ بدمشق لابن جَمَاعة سنة خمس وتسعين، ونَظَر الأيتام، ثم انجَفَل واستوطنَ مصر ونابَ أيضًا بها، ثم وليَ قضاءَ الديار المصرية وصُرِفَ ابنُ جماعة لأنه يومَ سلطنةِ بَيبَرس الشاشنكير قال: ما ثَبَتَ عندي أن السلطان عَزَل نفسه، ولقد صدق في ذلك، فارتفع شأنُه بها، ثم صُرِفَ بابن جَمَاعة، وفُوِّض إليه قضاءُ العسكر المنصور وتداريس، وكان الدرسُ يُقرَأ بين يديه من كتابٍ، فيتكلَّم بالفَقِيري، ولكنه ماهرٌ في الأحكام، مَلِيح الشَّكل، موطَّأ الأكناف، ثم وليَ قضاءَ الشام بعد وفاة ابن صَصْرَى، فحَكَمَ سنةً وصُرِف، فبقي على تدريس الأتابكيّة ومَشيَخة الشيوخ، وكان ذا عِفَّة وتُؤَدة وثروة.
ثم تحوَّل في أواخر سنة ست وعشرين وسبع مئة إلى مصر، فأُكرِمَ ووليَ مدارس، حدَّث بدمشق وبالقاهرة.
وكان له ولدٌ رئيسٌ كان موته بقُرب موته، تُوفِّي الزُّرَعي سنة أربع وثلاثين وسبع مئة، وقد قارَبَ التسعين.