للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نشأ بسَوَاد العراق بدَقُوقا، فيقال: كان نسّاجًا، فلما مات أبو سعيد تَوثَّب علي باشا على العراق، فطَلَبَ موسى فسَلطَنه وسار به إلى أذْرَبِيجان، فعملوا مَصافًّا مع أربكون وابن الرَّشيد، فانتصر موسى وتملَّك تُوريز وقتل أربكون وابن الرشيد صبرًا في رمضان سنة ستٍّ، فكانت دولتُهم نحو ثلاثة أشهر.

ثم تَناخَت المغول مع الشيخ حسن وعملوا مصافًّا تفلَّل فيه جمعُ موسى وقُتل علي باشا، وتَقهقَر موسى فبقي في جبال الأكراد نحو أربعة أشهر ومعه محمد بيك والأمير حافظ والأمير محمد بن شروان، ثم قصدوا بغداد فدخلوها، وقتلوا طوغان من كبار الظَّلمة المقدَّمين، كان له سَطْوة وشجاعة فاستَخفَّ بهم وبَرَزَ للقتال فقُتِل وجماعةٌ، وطِيفَ برأسه وبرأس الأمير نصرة باشا معًا، ثم حَشَدَ موسى وقصد أذْرَبيجان فتصابَرَ الفريقان أيامًا ولياليَ، ثم كَبَسَ أصحابُ حسن بإعانة خلقٍ من الأكراد عسكرَ موسى فهزموهم وتمزَّقوا، ونَجَا محمد بيك وحافظ في عدد قليل، واستجار موسى بأمير من الأكراد كان قد أحسَنَ إليه، فأجاره ثم غَدَرَ به وحَمَله إلى حسن، فهَمَّ باستبقائه، فقام عليه أمراءُ ورأَوا قتلَه فقتلوه بأن قَصَفوا ظهرَه فمات، وقيل: بل قطعوا أنفه أولًا ثم ذبحوه، وقُتِلَ الذي غَدَرَ به.

وكان موسى حسنَ الشَّكل، مليحَ الوجه، جيِّد العقل، صحيح الإسلام، .

قُتل يوم عيد الأضحى بالأُردو من سنة سبع وثلاثين وسبع مئة، وطِيفَ برأسه بتُوريز ومَرَاغة وهَمَذان، وكان من أبناء الأربعين أو دونها، نشأ عند نصرانيٍّ بدَقُوق فتعلَّم الحياكة، وبقي في خُمولٍ إلى أن أقامه علي

<<  <  ج: ص:  >  >>