للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالله أبي الرَّبيع سليمان ابن أمير المؤمنين الحاكم أبي العباس أحمد بن أبي علي العبّاسي، وليُّ عهدِ والده.

كان عاقلًا سَرِيًّا فَهِمًا أحوَذيًّا، حفظ القرآنَ والفقه، وكان ذا شجاعة ووَقَار، وشَكْل حسنٍ وجَمَال، وله وَقْع في النفوس، وكان يتعانَى الفروسيّة ويُجيد لعب الكُرَة.

قيل: هو كان سبب إنفاذ أبيه إلى بلد قُوص، لكونه صاحَبَ بعضَ الخاصكيّة شابًا وسيمًا يُدعى أبا شامة، زَعَمَ أنه شريف ومعه نسبُه، فأسَرَّ إلى وليِّ العهد بشَرَفه، فنُمَّ الحديثُ إلى السلطان، فجهَّز الخليفةَ وآله كلَّهم في الليل إلى قُوص. ويقال: إن وليَّ العهد سُقِيَ.

تُوفِّي عن مرض قتّال في ليالي من ذي الحِجّة سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة بقُوص، وله أربع وعشرون سنةً، .

وله ستة إخوة وثمان أخوات.

وللخليفة في العام ستة وتسعون ألفًا على الجِزْية وغيرها، ومن الغَلّة نحو من أربع مئة غِرارة، ولكن لمّا كان بالقاهرة كان له في السنة أزيدُ من مئتي ألف درهم.

وقيل: إن السلطان لما تَحوَّل إلى الكرك، جهَّزوا له فداويَّين، فكتب إليه الخليفةُ يحذِّره، فظَفِرَ بهما فوسّط أحدهما وطبخ الآخر.

ومات فيها ناصر الدين محمد بن الرّهاوي الكاتب، وشيخ خانقاه بكتمر الشيخ زاده شمس الدين محمد ابن الشيخ شهاب الدين أحمد الدوقاتي المولد الكُرْجي المَحتِد، وكان شيخ الشيوخ بديار الرُّوم وجيهًا عندهم، قَدِم الديارَ المصرية وأقام بها، ووَجَدَ مَن دونه متقدِّمًا بها، فأقام شيخًا بالخانقاه

<<  <  ج: ص:  >  >>