للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصالح، زَيْن الدين أبو سعد، الحرّاني ثم الدمشقي الحنبلي الشُّرُوطي، المؤذِّن.

وُلد في رجب سنة إحدى وسبعين.

وسمع "صحيح مسلم" من القاسم الإربِلِي والرَّشيد العامري، وسمع "صحيح البخاري" من يوسف بن الشُّقَاري و "سنن الدارقطني" من البهاء ابن النَّحّاس، وسمع من الغَسُولي وجماعة، وخرَّجتُ له "مشيخة".

وكان يَلِي العقود والفُسوخ، ويُجيد الفتاوى، تفقَّه بالشيخ تقي الدين وبغيره.

وكان ديِّنًا مجتهدًا، متواضعًا حسن الأخلاق، متودِّدًا متصوِّنًا، سَمْحًا جوادًا، طاب ثناءُ الفقهاء عليه، وكان من مؤذِّني الشَّرقية من بعد والده الإمام جمال الدين، اصطحبْنا مدةً، وكان يَسَع الجماعةَ بكَرَمه ومروءته واحتماله.

سمع منه: ابناه محمد وإبراهيم، وقاضي القضاة السُّبْكي، وابن المَطَري، وعدة، وحدَّث بـ "صحيح مسلم".

وكان قد تهيَّأ للحجّ، فتُوفِّي في ليلة ثالث عشر شوال سنة تسع وثلاثين وسبع مئة، فأخرجت عنه حَجّة، .

وكان قد حَصَلَ له أذى في شعبان من الشافعي، ومَنَعه من فَسْخ النِّكاح لعمل المحلوف عليه، فإنه كان يُفتي به ولا يَعُدُّ الفسخَ طلاقًا، وكان يحصِّل من ذلك جملةً فتألّم وكَمِدَ لذلك، ولكن ما زال الشيخ برهان الدين الفَزَاري يدلُّ الحالفين عليه، والمسألة مركَّبة من مذهب أحمد والشافعي، وقد كان الحاكمُ همَّ برفع مَنعِه فتُوفِّي، .

<<  <  ج: ص:  >  >>