للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابن جنكزخان.

تملّك هذا الإقليم في سنة أربع وست مئة، وقهر الترك القَفجاقية، وقتل وسبى، وفي آخر أيامه أسلم هو وجماعة من أمرائه، وبعث رسولًا إلى السلطان الظاهر، ففرح بذلك وجهز إليه رسلًا وتُحفًا في البحر على مملكة الإسطنبول، فسُرَّ بقدومهم وأكرمهم، ثم حارب ابنَ عمه وانتصر.

قال اليونيني (١): كان بركة يميل إلى المسلمين، وله عساكر عظيمة، ومملكته تفوق مملكة هولاكو من بعض الوجوه، وكان يعظِّم العلماء، ويعتقد في الصَّالحين، ولهم عنده حرمة، ومن أعظم الأسباب في وقوع الحرب بينه وبين هولاكو، كونه قَتَل الخليفة المستعصم ظلمًا، وكان يميل إلى صاحب مصر، ويعظِّم رسله، توجّه نحوه طائفة من أهل الحرم، فبرَّهم ووصلهم، وأسلم كثير من جنده، وعملوا مساجد في الخيم بأئمةِ ومؤذنين.

قال (٢): وكان شجاعًا جوادًا حازمًا عادلًا حَسَن السِّيرة، وكره الإكثار من سفك الدماء، والإفراط في تخريب البلاد، وعنده حلم ورزانة وصفح، يعني أنه خير من هولاكو.

قال: ومات في عَشر الستين، سنةَ خمس وستين وست مئة، وتملّك بعده مَنْكُوتمر بن طُغَان بن سرطق بن توشي بن جنكزخان، فجهز جيوشه لحرب أبغا، فعمل أبْغَا على نهر كور جسرين من سلاسل عظيمة، وسار إلى جهة مَنكُوتمر، وسار حتى نزل على النهر الأبيض، فعدّى


(١) ذيل مرآة الزمان: ٢/ ٣٦٤.
(٢) المصدر السابق: ٢/ ٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>