للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأجاز لها من بغداد إبراهيم بن الخيِّر، وأبو نصر بن العُلَّيق ومحمد بن المَنِّي، وعَجِيبة بنت الباقداريّ، ويحيى بن قُمَيرة، وأبو جعفر محمد بن السَّيِّدي، وعدّة، ومن مارِدِين عبدُ الخالق النِّشتَبْري، ومن حلب يوسف بن خليل، ومن حرَّان عيسى بن سلامة، ومن الإسكندرية أبو القاسم سِبْط السِّلَفي، ومن القاهرة الحافظُ عبد العظيم، ومن دمشق الرَّشيد بن مَسلَمة وطائفة.

وسَمِعت من: خطيب مَرْدا، واليَلْداني، وسِبط ابن الجَوْزي، ومحمد بن عبد الهادي وأخيه عبد الحميد، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وجماعة.

وتفرَّدَت بأجزاء بالسَّماع، وبنحو من وَقْر جمل بالإجازات، وروت شيئًا كثيرًا، وكتبًا كِبارًا، وتزاحَمَ عليها الطلبةُ، وكانت خيِّرةً ديِّنةً، لطيفة الأخلاق حَسَنة التودُّد، طويلة الرُّوح على الطَّلبة، ربما سمعوا عليها أكثر النهار مع كونها أُقعِدت سنوات، وكانت قد ذهبت عينُها برَمَدٍ في صغرها، ولم تتزوَّج قطُّ، وكانت متعفِّفة قانعة مُؤثِرة كريمة النَّفْس، طيَّبة الخُلق، محبَّبةً إلى نساء الدِّين.

قرأ عليها ابن بنت أختها الشيخ محبُّ الدين لأولاده كتبًا كثيرة، وكذلك ولدُه المحدِّث أبو بكر وأخوه، والبِرْزالي، وسائرُ الطلبة، ونَزَل الناسُ بموتها درجةً، فإنها خاتمة مَن روى بالإجازة عن أصحاب السِّلَفي وشُهْدة، فأثابها الله تعالى وجزاها عنّا خيرًا، سمع منها أولادي وأحفادي وخلقٌ من الرَّحّالة.

تُوفِّيت ليلة الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى سنة أربعين وسبع مئة،

<<  <  ج: ص:  >  >>