محمد بن أحمد بن تمَّام بن حسّان، التَّلّي ثم الصالحي، الحنبلي الخيّاط.
مولده بطريق الحجِّ في سنة إحدى وخمسين وست مئة.
وسمع في سنة ست وخمسين من: عمر بن عَوّة التاجر، وتمّام السروري، ومن ابن عبد الدائم، وعبد الوهاب بن محمد، والشيخ والمَقادِسة، ومن والده عن القَزْويني.
خرَّجتُ له "مشيخة" في جزء ضخم، وسمع منه خلق كثير، وتفرَّد، واشتَهَر بالصَّلاح والتواضع، وطال عمرُه، وحدَّث أكثرَ من أربعين سنة.
وكان يرتزق من خياطة الخام، ومما يُفتَح عليه، ويُؤثِر ويُطعِم.
وكان مليح الوجه، بسّامًا ليِّن الكلمة، أمّارًا بالمعروف، له وقعٌ في النفوس ومحبّة في الصدور، نشأ في تصوُّن وعفاف، وتفقَّه قليلًا، وصحب الأخيار، كالشيخ شمس الدين ابن الكمال، ورافق الإمام شمس الدين بن مُسلَّم، والشيخ علي بن نَفيس.
وكان سُنِّيًّا سلفيًّا، يحبُّنا في الله ونحبُّه، وكان نائب البلد تنكز يُكرِمه ويزوره، ويذهب هو إليه، ويَشفَع إليه.
مُتِّع بحواسِّه وأبطأ عنه الشيب، وما زال يدخل إلى المدينة ويتسبَّب، والناسُ يتبركون برؤيته، إلى أن تَمرَّض نحو شهر، وانتقل إلى الله تعالى في ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبع مئة بمنزله، وشيَّعه خلق عظيم، وطاب الثَّناءُ عليه، رحمه الله تعالى.
سمعتُ منه، وابناي، وابنُ ابني محمد.
وكان أخوه الشيخ تقي الدين أديبًا بليغًا له نَظْم جيد، وروى لنا عن