للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الجُنَيد، وأدركت كمال الدين أحمد بن عَرَب شاه بأَردَبيل، دعا لي ولقَّنني الذِّكرَ عن أوحد الدين الكِرماني، وأدركتُ شيخًا كبيرًا أجاز لي أدرك الفخرَ الرازي، وأدركتُ ناصر الدين البَيْضاوي وما أخذتُ عنه شيئًا، وجالست ابن المطهَّر الحِلِّي وما أخذتُ عنه لتشيُّعه.

واشتغلتُ وأنا ابن عشرين إلى تسعة وعشرين سنة، وأفتيتُ ولي ثلاثون سنة، ووَلِيتُ التدريس والخانقاه وأنا ابن ثلاث وثلاثين سنة، وخرجتُ من بغداد سنة عشر وسبع مئة، وأتيت المشهَدَ والحِلّة والسلطانية ومَرَاغة، ثم حججتُ، ثم دخلتُ مصر سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة.

قال ابن رافع: قَدِمَ فسمع عليَّ بن عمر الوانيّ، ويونس الدَّبَابيسي، ويوسف الخُتَني، وابن جَمَاعة، وكتب طِباقًا، وحصَّل جُمْلة من كتب الحديث، وشغل في فنون ودرَّس بالطّرنطائيّة، وناظَرَ، وكَثُرت طَلَبتُه، وصنَّف في التفسير والحديث والأصول، وأقرأَ "الحاوي" كلَّه في نصف شهر، فرواه عن شرف الدين علي بن عثمان العَفَيفي عن مصنِّفه، ثم قال: حَضَرتُ دروسه.

قلت: هو عالم كبير شَهِير، كثير التلامذة، حسن الصِّيانة، من مشايخ الصوفية، كاتَبَني غيرَ مرة، وحصَّل نسخةً من "الميزان"، وذَكَرني في تواليفه.

توفي الشيخ تاج الدين رحمه الله تعالى في ليلة الأحد سادس شهر رمضان سنة ست وأربعين وسبع مئة بالقاهرة، ودُفن من الغد بتُرْبة أعدَّها لنفسه خارج باب البرقية، كان أحد الأئمة الجامعين لأنواع من العلوم، وكان يشغل في كلّ علم، وجمع مجاميعَ في الحديث وغيره، وألَّف في العلوم كتبًا نافعة، وبِيعَت كتبه بأثمان غالية، وحدَّث ببعض مصنَّفاته في الحديث وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>