مصر، و"مقدمة في النحو"، و"مفردات القرّاء"، و"أصول الأصول"، و"شيوخ البيهقي"، و"شرح القصائد النبوية" للسَّخَاوي، وتصانيف جمّة شَرَعَ فيها ولم يتمَّها.
وغَلَبَ عليه الشَّيب، فذكر أنه بدأ به الشيبُ وله خمس وعشرون سنة، وكان ذا تواضع حكى لي من رآه راكبًا بهيمةً بين مدوّرين.
وله تأليف بديع في رد قواعد السنن إلى الأمر الأول، وكتاب "المرشد الوجيز في مسائل تتعلق بالكتاب العزيز" ونظم كتاب "المفصَّل".
وكان بينه وبين قوم شنآن، فلما كان في جمادى الآخرة من سنة خمس وستين وست مئة أتاه اثنان جبليّان إلى بيته بحِكْر طواحين الأُشنان، فدخلا في هيئة مستفتٍ، فضرباه وأثخناه وكاد أن يَتلَف، وذهبا، فصبر واحتسب، وقال:
قلت لمن قال: أمَا تشتكي … ما قد جَرَى فهو عظيمٌ جليلْ
يقيِّضُ الله تعالى لنا … من يأخذ الحقَّ ويشفي الغليلْ
إذا توكَّلنا عليه كَفَي … فحسبُنا الله ونعمَ الوكيلْ
تُوفِّي إلى رحمة الله في تاسع عشر رمضان من سنة خمس وستين، ودفن بمقبرة باب الفراديس، وهو معدود في أذكياء العلماء.
وفيها مات الخطيب كمال الدين أحمد بن أحمد بن أحمد المَقْدسي عن ستٍّ وثمانين سنة، والقدوة الشيخ إسماعيل بن محمد الكورانيَ، وبركةُ ملك القَفجاق، وناصر الدين حسين بن عزيز الأمير واقف القَيْمُرِيَّة، وقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهّاب بن خلف العَلَامي ابن