للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عساكر عن عمر عبد العزيز قال: بلغنى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. وقال: إِسناده ضعيف.

٩١٠/ ٥٣٩٩ - "إِن الأمانَة نزلتْ في جَذْرِ (١) قلوب الرجالِ، ثم نزلَ القرآنُ، فَعَلِمُوا من القرآن وعَلِمُوا من السنةِ (٢) ينام الرجُلُ النومةَ فتُقْبَضُ الأمانةُ من قلبه، فَيَظَلُّ أثُرهَا مثلَ الوَكْتِ (٣) ثم ينامُ النَّومَةَ فتقبضُ الأمانةُ من قلبهِ، فيظَلُّ أثرُهَا مثلَ المَجلِ (٤)، كجمرٍ دحرجته على رجْلِكَ فنفِطَ (٥)، فتراهُ مُنْتَبِرًا (٦) وليس فيه شيء، فيُصْبِحُ الناس يتبايعونَ، لا يكادُ أَحد يُؤَدى الأَمانَةَ، حتى يقال: إِن في بني فلان رجلًا أمينًا، حتى يقال: للرجُلِ: ما أجلَدَهُ، ما أظرَفهُ (٧)، ما أعْقَلَهُ، وما في قلبِهِ حبَّةُ خَرْدَل من إِيمان (٨) ".

ط، حم، خ، م، ت، هـ، حب، وأَبو عوانة عن حذيفة.

٩١١/ ٥٤٠٠ - "إِنَّ الأمةَ (٩) ستَغْدِرُ بكَ من بَعْدِى، وأَنتَ تَعِيشُ على مِلَّتِى،


(١) الحديث في مختصر صحيح مسلم رقم ٢٠٣٥ كتاب الفتن- باب في رفع الأمانة: عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين، قد رأيت أحدهم وأنا أنتظر الآخر حدثنا: إن الأمانة.
(٢) في مسلم: (ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال: ينام) الخ.
(٣) الوكت جمع وكتة الأثر في الشيء. كالنقطة. من غير لونه.
(٤) المجل: التنفط الذي يصير في اليد من العمل ويصير كالقبة فيه ماء قليل.
(٥) نفط: تقرح- وذكر باعتبار العضو.
(٦) منتبرًا: مرتفعا متورما يريد أن الأمانة تزول عن القلوب شيئًا فشيئا فإذا زايلها أول جزء منها زال بقدره من النور وخلفه ظلام كالوكت فإذا زال شيء آخر صار ذلك الظلام كالمجل وهو أثر محكم لا يزول إلا بعد زمن ليس بالقصير مع المعالجة بالحكمة الروحية ثم ضرب مثلًا محسوما لتأكيد المعنى في الذهن فشبه نور الأمانة بعد وقوعه في مقره وارتفاعه بعد استقراره فيه واعتقاب الظلمة إياه بجمر دحرجه على رجله حتى أثر فيها أثرًا ليس باليسير ثم زال الجمر وبقى الأثر.
(٧) في مسلم (وما أظرفه وما أعقله).
(٨) في مسلم (وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى على زمان وما أبالي أيكم بايعت) (من المبايعة وهي هنا بمعنى البيع والشراء) (يعني الوالى عليه) وأما اليوم فما كنت لأبايع إلا فلانًا وفلانا. والجذر: الأصل والمعنى أن الأمانة خلقت في أصل قلوب الرجال وكذا النساء فهي من الغرائز الفطرية، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة أي علموا منهما ما تنمو به الأمانة وتثمر ثمرتها.
(٩) في المستدرك مع التخليص ج ٣ ص ١٤٢ قال الحاكم: صحيح ووافقه الذهبي، والخطاب لعلى كرم الله وجهه.

<<  <  ج: ص:  >  >>