للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -: فَمَا بَيْنَكَ وبين إبْليس إلَّا أَبَوَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَكَمْ أَتَى عَلَيْكَ مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عُمرهَا إِلَّا قَلِيلًا، قَالَ: عَلَى ما ذاك، قَالَ: لَيَالِىَ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ كُنْتُ غُلامًا ابْنَ أَعوامٍ أَفْهَمُ الكَلامَ، وَأَمُرُّ بالآكَامِ، وآمُرُ بِإِفْسادِ الطَّعَامِ، وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ، فَقَالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِئْسَ عَمَلُ الشَّيْخِ المُتَوسِّمِ والشَّابِّ المُتَلَوِّمِ، قَالَ: ذَرْنِى مِنَ التَّرْدَادِ، إنِّى تَائِبٌ إِلّى الله - عَزَّ وَجلَّ - إنِّى كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِى سجوده (١) مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عليهِم وَأَبْكانِى، وَقَالَ: لَا جَرَمَ، إنِّى عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ، وَأَعْوذُ بِالله أَن أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ، قَالَ قُلْتُ: يَا نُوحُ: إِنَّى مِمَّنِ اشْتَرَكَ فىِ دَمِ السَّعِيدِ الشَّهِيدِ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ، فَهَلَ تَجدُ لِى عِنْدَ رَبِّكَ تَوْبَةً؟ قَالَ: يَا هَامُ هُمَّ بِالْخَيْرِ وَافْعَلْهُ قَبْلَ الْحَسْرَةِ والَنَّدَامَةِ، إِنِّى قَرَأتُ فِيمَا أَنزَلَ الله - عَزَّ وجَلَّ - عَلَىَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ تَابَ إلَى الله بالِغٌ (٢) ذَنْبُهُ مَا بَلَغَ إِلَّا تَابَ الله عَليْهِ، قُمْ فَتَوَضَّأ وَاسْجُدْ لله سَجَدتَيْنِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ مِنْ سَاعَتِى مَا أَمَرَنِى بِهِ فَنَادَانِى: ارْفَعْ رَأسَكَ فَقَدْ نَزَلَتْ تَوْبَتُكَ مِنَ السَّمَاءِ، قَالَ: فَخَرَرْتُ لله سَاجِدًا جَذِلًا (٣)، وَكُنْتُ مَعَ هُودٍ فِى مَسْجِدهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ أزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِى، فَقَالَ: لَا جَرَمَ، إِنِّى عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِين وَأَعُوذُ بِالله أَنْ أَكُون مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَكُنْتُ مَعَ صَالِح فِى مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِى، فَقَالَ: أَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينِ، وَأَعُوذُ بِالله أَنْ أَكوَنَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَكُنتُ زَوَّارًا ليَعْقُوبَ، وَكُنْتُ من (٤) يُوسُفَ، بِالمَكَانِ الأَمِينِ (٥)، وَكُنْتُ أَلْقى إِلْيَاسَ فِى الأَوْدِيَةِ، وَأَنَا أَلْقَاهُ الآنَ، وَإِنِّى لَقيتُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَعَلَّمَنِى مِنَ التَّوْرَاةِ، وَقَالَ: إِنْ أَنْتَ لَقِيتَ عِيسَى (يَعْنِى) ابْنَ مَرْيَمَ فأَقْرِئْهُ


(١) في المصادر الأخرى (مسجده).
(٢) في الضعفاء، والموضوعات، واللآلئ: بالغا.
(٣) في الكنز: حولا.
(٤) في الدلائل، والموضوعات: مع.
(٥) في الدلائل، والكنز، والضعفاء، واللآلئ، والموضوعات: المكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>