للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢/ ٢١٧٧ - "عَن عثمانَ بن محمد الأخنسِ قال: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ سَعيدَ بن عَامِرِ بنِ حِذْيَمِ الجُمَحِى عَلَى حِمْص، وَكَانَ يُصِيبُهُ غَشْيَةٌ وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَى أَصْحَابهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمُرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَسَألَهُ في قَدْمَةٍ قَدمَ عَلَيْهِ مِنْ حِمْصَ، فَقَالَ: يَا سعيدُ مَا الَّذِى يُصِيبُكَ؟ أَبِكَ جِنَّةٌ؟ قَالَ: لَا وَاللَّه يَا أَمِيرَ المؤْمِنِين، وَلَكِنى كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ خُبَيْبًا حِينَ قُتِلَ: وَسَمِعْتُ دَعْوَتَهُ، فَوَاللَّه مَا خَطَرَتْ عَلَى قَلْبِى وَأَنَا فِى مَجْلِسٍ إِلّا غُشِىَ عَلَىَّ، فَزَادَتْهُ عِنْدَ عُمَرَ خَيْرًا".

ابن سعد، كر (١).


(١) ورد هذا الأثر في كنز العمال، جـ ١٣ ص ٣٧٦ رقم ٣٧٠٢٩ بلفظ: عن عثمان بن محمد الأخنس قال: استعمل عمر بن الخطاب سعيدَ بن عامر بن حذيم الجُمَحِىِّ على حمص، وكان يصيبه غشيةٌ وهو بين ظهرى أصحابه، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب، فسأله في قدمة قدم عليه من حمص، فقال: يا سعيد ما الذى يصيبك؟ أبك جُنَّةٌ؟ قال: لا واللَّه يا أمير المؤمنين! ولكنى كنت فيمن حضر خبيبا حين قتل، سمعت دعوته، فواللَّه ما خطرت على قلبك وأنا في مجلس إلا غُشىّ علىَّ. فزادته عند عمر خيرا" (وعزاه إلى ابن سعد).
والأثر في تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، جـ ٦ ص ١٤٩ ترجمة (سعيد بن عامر بن حذيم) قال: وكان أهل حمص يقال لهم: الكوفية الصغرى، لشكايتهم العمال، فولى عمر عليهم سعيدا، فلما قدمها عمر قال: يا أهل حمص كيف وجدتم عاملكم؟ فقالوا: إنا نشكو منه أربع خصال: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحدا بليل، وله يوم في الشهر لا يخرج فيه إلينا، ويغط الغطة بين الأيام يعنى تأخذه موتة؛ فجمع عمر بينهم وبينه وقال له ما قال فيه أهل حمص، فقال: أما أنى لا أخرج يتعالى النهار؛ فإنى كنت كره ذلك ولكن لم يكن لأهلى خادم، فكنت أعجن عجينى وأنظره خى يختمر فأخبز خبزى، ثم أتوضأ ثم أخرج إليهم، وأما أنى لا أجيب أحدا بالليل فإنى جعلت النهار لهم والليل للَّه -عز وجل- وأما أنى أجعل لنفسى يوما في الشهر فذلك أنه لا خادم لى يغسل ثيابى ولا ثياب لى بدلها؛ فأجلس ذلك النهار، فأغسل ثيابى وانتظرها حتى تجف فألبسها ثم أخرج إليهم آخر النهار، وأما تلك الغطة بين الأيام فإنى شهدت مصرع خبيب الأنصارى وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدا مكانك؟ فقال: واللَّه إنى ما أحب أنى في أهلى وأن محمدا يشاك بشوكة، ثم نادى يا محمد، فما ذكرت ذلك اليوم وتركى نصرته في تلك الحال وأنا مشرك لا أؤمن باللَّه العظيم إلا ظننت أن اللَّه لا يغفر لى بذلك الذنب أبدا؛ فتصيبنى تلك الغشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>