للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عب (١).

٢/ ٢١٩٧ - "عن أيوب بن أَبى يزيد المدنى قال: حدثنى رجلٌ من الصيادين الذين يكونون بِالْجَارِ -وكان من أهل المدينةِ يرزقونَ من الجارِ- فوجد حبًا منثورا فجعل عمر يلتقطٌ حتى جمع منه مدًا أو قريبا من مُدٍّ ثم قال: أَلَا أَرَاكَ تَصْنَعُ مِثْلَ هَذَا وَهَذَا قُوتُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ حَتَّى اللَّيْلِ؟ قال: فقلت: يا أميرَ المؤمنين لو ركبتَ تنظر كيف نصطادُ؟ فركب معهم، فجعلوا يصطادون، فقال عمر: تَاللَّه إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ كَسْبًا أَطْيَبَ -أو قَال: أَحَلَّ- قال: ثم صنعنا له طعامًا، فقلت: يا أمير المؤمنين إن شئت سقيناك لبنًا، وإن شئت ماءً، فإن اللبن أيسرُ عندنا من الماء، إنا نستعذب من مكان كذا وكذا، فطعِم ثم دعا بالذى أراد فقلنا يا أمير المؤمنين: إنا نخرج إلى ههنا فنتزود من الماء لِشَفَتِنَا ثم نتوضأُ من ماء البحر، فقال: سُبحَانَ اللَّه! ! وَأَىُّ ماءٍ أَطْهَرُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ ! ".

عب (٢).


(١) الأثر في مصنف عبد الرزاق، في كتاب (الطهارة) باب: الماء لا ينجسه شئ، وما جاء في ذلك، جـ ١ ص ٧٨ رقم ٢٥٤ قال: عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه التمس لعمر وضوءا فلم يجده إلا عند نصراية، فاستوهبها، وجاء به إلى عمر فأعجبه حسنه، فقال عمر: "من أين هذا؟ فقال له: من عند هذه النصرانية، فتوضأ ثم دخل عليها فقال لها: أسلمى، فكشفت عن رأسها فإذا هو كأنه ثغامة بيضاء فقالت: أبعد هذا السن؟ ! ".
(٢) الأثر في مصنف عبد الرزاق كتاب (الطهارة) باب: الوضوء من ماء البحر، جـ ١ ص ٩٤ رقم ٣٢٢ قال: عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، عن أَبى يزيد المدنى قال: حدثنى رجل من الصيادين الذين يكونون في الجار، وكان أهل المدينة يرزقون من الجار، فوجد حبا منثورًا فجعل عمر يلتقطه حتى جمع منه مُدًا أو قريبا من مُدّ، ثم قال: ألا أراك تصنع مثل هذا، وهذا قوت رجل مسلم حتى الليل؟ قال: فقلت: يا أمير المؤمنين لو ركبت لتنظر كيف نصطاد، قال: فركب معهم، فجعلوا يصطادون، فقال عمر: تاللَّه إن رأيت كاليوم كسبا أطيب -أو قال: أحَلَّ- ثم قال: فصنعنا له طعاما، فقلت: يا أمير المؤمنين إن شئت سقيناك طعاما (*) وإن شئت ماء؛ فإن اللبن أيسر عندنا من الماء، إنا نستعذب من مكان كذا، قال: فطعم، ثم دعا بالذى أراد، ثم قلنا: يا أمير المؤمنين إنا نخرج إلى ههنا فنتزود من الماء لشفتنا ثم نتوضأ من ماء البحر، فقال: سبحان اللَّه! ! وأى ماء أطهر من ماء البحر؟ ! .
===
(*) قال المحقق: كذا في الأصل، وفى الكنز: لبنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>