للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى لَحقوا بالشام، وجاء عمرَ بن الخطاب (الخبرُ) بذلك فقال: إِنِّى خَارجٌ إِلَى خيْبَرَ فَقَاسِمٌ مَا كَانَ بِهَا مِنَ الأَمْوَال وَحَادٌ حُدُودَهَا وَمُوَرِّفٌ أُرُفَهَا (*) وَمُجْلٍ يهودَ منها، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لهم: "أُقِرَّكُمْ عَلَى مَا أَقَرَّكُمُ اللَّه" وَقَدْ أَذِنَ اللَّه فِى جَلَائِهِمْ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمَ".

ابن سعد (١).

٢/ ٢٢٠٠ - "عن أَبِى مِجْلَزٍ وغيرهِ أن عمر بن الخطاب وجَّهَ عثمانَ بْنَ حُنْيَفٍ على خَراج السَّوَادِ وَرَزَقَهُ كل يومٍ رُبُعَ شَاةٍ وخمسةَ دراهمَ، وأمْره أن يمسحَ السوادَ عامِرَهُ وغامِره، ولا يمسح سَبَخَةً ولا تَلًا ولا أَجَمَةً ولا مستنقعَ ماءٍ ولا ما لا يبلغه الماءُ، فمسح عثمان (كُلَّ) (* *) شئ دونَ الْجَبَلِ -يعنى (دُونَ) حلوان إلَى أرض العرب- وهو أسفل الفرات، وكتب إلى عمر: إنى وجدت كل شئ بلغه الماء من عامر وغامر ستة وثلاثين ألفَ ألفٍ، فكتب إليه عمر افْرِضِ الْخَرَاجَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ عَامِرٍ أَوْ غَامِرٍ عَمِلَهُ صَاحِبُهُ أَوْ لَمْ يَعْمَلْةُ دِرْهَمًا، وَعَلَى الرِّطَابِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَأَطْعِمْهُم النَّخْلَ وَالشَّجرَ، وقال: هَذَا قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى عِمَارَتِهِمْ بِلَادَهُمْ، وَفَرَضَ عَلَى رِقَابِهِمْ -يعنى أهل الذمة- عَلَى الْمُوسِرِ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى مَنْ دُونَ ذَلِكَ أَرْبَعَةً وَعِشْرينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى مَنْ لَمْ تَجِدْ شَيْئًا


(*) "مورف أرضها" في القاموس مادة "ورف" قال: ورَّفت الأرض توريفًا: قسمتها.
(١) الأثر في كنز العمال كتاب (أحكام الجهاد) باب: إخراج اليهود، جـ ٤ ص ٥٠٩ رقم ١١٥٠٥ بلفظ: عن يحيى بن سهل ابن أَبى حثمة قال: أقبل مظهِّر بن رافع الحارثى إلى أَبى بأعلاج من الشام عشرة ليعملوا في أرضه، فلما نزل خيبر أقام بها ثلاثًا فدخلت يهود للأعلاج وحرضوهم على قتل مظهر، ودسوا له سكينين أو ثلاثا، فلما خرجوا من خيبر وكانوا بشار وثبوا عليه فبعجوا بطنه فقتلوه، ثم انصرفوا إلى خيبر، فزودتهم يهود وقوَّتْهم حتى لحقوا بالشام، وجاء عمر بن الخطاب الخبر بذلك فقال: إنى خارج إلى خيبر فقاسم ما كان بها من الأموال، وحادٌ حدودها، ومورف أُرفها، ومجلٍ يهود عنها؛ فإن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لهم: "أقركم على ما أقركم اللَّه" وقد أذن اللَّه في إجلائهم. ففعل ذلك بهم.
وعزاه لابن سعد.
(* *) ما بين القوسين مثبت من الكنز.

<<  <  ج: ص:  >  >>