للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُنْتُ قَدَّرْتُهُ وَذَرَعْتُهُ بِمِقَاطٍ (*) وَتَخَوَّفْتُ عَلَيْهِ هَذَا (مِنَ) الحِجْرِ إِلَيْهِ وَمِنَ الرُّكْنِ إِلَيْهِ، وَمِنْ وَجْهِ الكَعْبَةِ، فَقَالَ: ائْتِ بِهِ، فَجَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِى مَوْضِعِهِ هَذَا، وَعَمِلَ عُمَرُ (الرَّدْمَ) عِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ سُفْيَانُ: فَذَلكَ الَّذِى حَدَّثْنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ المَقَامَ كَانَ عِنْدَ (سَفْحِ) الْبَيْتِ، فَأَمَّا مَوْضِعُهُ الَّذِى (هُوَ) مَوْضِعُهُ فَمَوْضِعُهُ الآنَ، وَأَمَّا مَا يَقُولُ النَّاسُ: إِنَّهُ كَانَ هُنَالِكَ مَوْضِعُهُ، فَلَا".

الأزرقى (١).

٢/ ٢٢٨٦ - "عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثيرِ بْنِ المُطَّلِبِ بْنِ أَبِى وَدَاعَةَ (السَّهْمِىِّ) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَال: كَانَتِ السُّيُولُ تَدْخُلُ بَابَ المَسْجِدِ الْحَرَام مِنْ بَابِ بَنِى شَيْبَةَ الْكَبِيرِ قَبْلَ أَنْ يَرْدِمَ عُمَرُ الرَّدْمَ الأَعْلَى، فَكَانَت السُّيُولُ رُبَّمَا رَفَعَتِ المَقَامَ عنْ مَوْضِعِهِ، وَرُبَّمَا نَحَّتْهُ إِلَى وَجْهِ الكَعْبَةِ، حَتَّى جَاءَ سَيْلُ أُمِّ (نَهْشلٍ) فِى خِلَافَة عُمرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَاحْتَمَلَ الْمَقَامَ (مِنْ) مَوْضِعِهِ هَذَا (وذهب) بِهِ حَتَّى وُجِدَ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، فَأُتِى بِهِ فَرُبِطَ إِلَى أَسْتَارِ الكَعْبَةِ، وَكُتِبَ في ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَأَقْبَلَ فَزِعًا في شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ (عَفَا) مَوضِعُهُ وَعَفَاهُ السَّيْلُ، فَدَعَا عُمَرُ بِالنَّاسِ (فَقَالَ: ) أَنْشُدُ اللَّه عَبْدًا عِنْدَهُ عِلْمٌ في هَذَا المَقَامِ؛ فَقَالَ المُطَّلِبُ بْنُ أَبِى وَدَاعَةَ: أنَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنينَ عِنْدِى ذَلِكَ، قد كنت أَخْشَى عَلَيْهِ هَذَا، فَأَخَذْتُ قَدْرَهُ مِنْ مَوْضِعِهِ إِلَى زَمْزَمَ بِمِقَاطٍ وَهُوَ عِنْدِى فِى البَيْتِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَاجْلِس عِنْدِى وَأَرْسلْ إِلَيْهِ،


(*) المقاط بالكسر: الحبل الصغير الشديد الفتل يكاد يقوم من شدة فتله، وجمعه مقط، نهاية (مقط).
(١) ما بين الأقواس ساقط من الأصل، وأثبتناه من الكنز، في (مقام إبراهيم) جـ ١٤ ص ١١٧ رقم ٣٨١٠٣.
والأثر أخرجه صاحب الدر المنثور في التفسير بالمأثور (تفسير سورة البقرة) جـ ١ ص ٢٩٣ بلفظ: وأخرج الأزرقى من طريق سفيان بن عيينة، عن حبيب بن الأشرس قال: كان سيل أم نهشل قبل أن يعمل عمر الردم بأعلى مكة، فاحتمل المقام من مكانه فلم يدر ابن موضعه، فلما قدم عمر بن الخطاب سأل: من يعلم موضعه؟ فقال عبد المطلب بن أَبى وداعة: أنا يا أمير المؤمنين قد كنت قدرته وذرعته بمقاط وتخوّفت عليه هذا من الحجر إليه، ومن الركن إليه، ومن جهة الكعبة، فقال: ائت به، فجاء به فوضعه في موضعه هذا، وعمل عمر الردم، عند ذلك قال سفيان: فذلك الذى حدثنا هشام بن عروة عن أبيه، أن المقام كان عند سفح البيت. . . الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>