للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦١٠/ ٣٣ - "عَنْ عَلِى بنِ يَزِيدَ الهِلَالِىِّ، عَنَ أبِي القَاسم بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ، عَنْ أبِي أُمَامَةَ قالَ: كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تَكذِيبًا لِرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَكْثَرِهِمْ رَدّا عَلَيْهِ اليْهَودُ، وَأَنَّه أقْبَلَ إِلَيْه أُنَاسٌ مِنْ أحْبَارِهِم فَقَالُوا: يَا مُحمدُ إنَّكَ تَزعُمُ أنَّ الله بَعَثَكَ فَأَخْبرْنَا عن شَئٍ نَسْألُكَ عَنْه، فَإِنَّ مْوسَى لَمْ يَكُنْ يسأَلَه أَحَدٌ عَنَ شَىْء إلا حَدَّثهُ، فإنْ كنتَ نَبِيّا فَأَخبرْنَا بأمِر نَسْأَلُكَ عَنْهُ، فَقَالَ النَّبى - صلى الله عليه وسلم - فالله عَلَيكُم كَفِيلٌ شَهِيدٌ، لَئنْ أخَبرْتكُم لَتُسْلِمنَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فاسْأَلُونِى عَمَّ شِئْتُمْ، قَالُوا: أَيُّ البِقَاع شَرٌ؟ فَسَكَتَ وَقَالَ: أسْألُ صَاحِبى جِبْريلَ فَمَكَثَ ثَلاثَةً ثُمَّ جَاءَهُ جِبْريلُ فَأَخْبَرهُ وسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَا المسْئُولُ بِأَعْلَمَ بِهِا مِنْ السَّائِل، وَلَكِنْ أسْأَلُ رَبْيِّ، فَسَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ: إِن شَرَّ البِلَاء أسَوْاقُهَا، وخَيْر البِقَاع مَسَاجِدُهَا، فَهَبَط جِبْريِلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّد لَقْد دَنَوْتُ مِنَ الله دُنُوّا مَا دَنَوّا مثْلَه قطُّ، فَكَانَ بَيْنِى وَبينَه سَبْعُونَ أَلْفَ حجاب مِنْ نُورٍ، فَقَالَ: إنَّ شَرَّ البِقَاع أَسْوَاقُهَا وَخَير البِقَاع مَساجِدُهَا، ثُمَّ قَالَ جَبريلُ يا مُحمدُ إِنَّ لله ملائكة سيَّاحين في الأَرْضِ لَيْسُوا بَالحفَظَةِ الذَّينِ وُكِّلُوا بِأعْمَالِكُمْ يغْدُونَ بِلوَاءٍ وَرَايَاتٍ فَيَركزُونَهَا عَلى أبوابِ المسَاجِد، فيكتبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهم أوَّل دَاخِلِ وآخِر خَارِج مِنَ المسْجِدِ، فَإِذِا كَانَ عَبْدٌ مِنْ أَهْلِ الدَّلْج وَأهْلِ المسَاجِد عرضَ لَهُ بلاءُ أَو مَرضٌ حَبَسَه تِلْك الَغَداة، تقولُ الملائكةُ: اللَّهْمَّ اغْفِرْ لِعَبدك فلَان، وَيسْتَغْفِرُونَ لِلذَّيَن آمَنُوا، ثُمَّ يُدْخلُون رَاياتِهم ولوائهم المسْجِدَ، فيمكثُونَ فِيهِ حتّى يُصلُّون صَلَاةَ العِشَاءِ، ثمَّ يَخَرجُون بِهَا مَعَ آخَرِ خَارِج مِنْهُم يَسيُرون بها بَيْنَ يديه حَتَّى يَدْخلَ بَيْتهُ فَيْدخُلُون بِها مَعَه في بَيْتِه حتَّى يكونَ مِن السِّحْرِ، ثُمَّ يَغْدُونَ بِهِا مَعَ أَوَّلِ غَادٍ إِلى المسْجِد بيَن يَدَيْه حتى يركزونَها عَلَى بَاب المسْجِدِ يَكْتبُون كَنَحْوِ مَا فَعَلُوا، قَالَ: ويَغْدو إِبليسُ بكْرَة فيصيحُ بِأعَلَى صَوْتِه يا ويْلَه يَا نُحُولَه، فيقرعُ لَه تراد ذُرِيته، فيقُولُونَ له: يا سيِّدنَا ما أفْزعك؟ فَيقولُ: انْطِلقُوا بِهذَا اللِّوَاءِ وَهذِه الَّراياتِ حَتَّى تَركزُونَها في الأسْواقِ ومَجامِع الطرُقِ ثم اليوا بين الناس وانزعوهم والقوا بينهم بالفواحش فينطلقون حتى يركزونها كذلك ويقولون ذلك حين

<<  <  ج: ص:  >  >>