للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُذُن الشَّيطَان، والَّذى بَعَثَنِى بالحَقِّ لَوْ تَكَشَّفَتْ بَينَكُمْ وَبَينَهُ الحجُبُ أوْ يُؤْذَنُ في الكَلَام لَشَكَا مَا يَلقَى منْ ذَلِكَ (١).

طب- عن أَبي أُمامة.

٣٥٢/ ٩٥٨٦ - "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ كَانَ لِي فيكُم إِخْوَةٌ وَأَصْدِقَاءُ، وَإنِّي أَبْرَأُ (٢) إِلى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي فِيكُم خَلِيلٌ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَتِى خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَإنَّ رَبِّى اتَّخَذَنِى خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذ إِبْراهِيمَ خَليلًا، ألَا إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُون قبُورَ أَنْبيَائِهم، وَصَالِحيهمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تتَّخِذوا القبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَن ذَلِكَ".

م، ن، وأَبى عوانة، حب عن جندب قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أَن يُتوفَّى بخمس ليال فقال فذكره.

٣٥٣/ ٩٥٨٧ - "أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَسْأَلُوا نَبِيَّكُمْ عَن الآياتِ، هَؤلَاءِ قَومُ صَالِحٍ سَأَلُوا نَبِيَّهُمْ أَنْ يَبْعَثَ اللهُ لَهُمْ نَاقَةً فَفَعَلَ فَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ هَذَا الفَجِّ فَتَشْرَبُ مَاءَهُمْ يوْمَ ورْدَهَا، وَيَحْلُبُونَ مِن لَبَنِهَا مِثْلَ الذي يُصِيبُونَ مِن يَوْمِ غبِّهَا (٣) ثُمَّ تَصْدُرُ مِنْ هَذَا الفَجِّ (٤) فَعَتَوْا عَنْ


(١) الحديث أورده الهيثمي عن أبي أمامة قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فاستفتح الصلاة فرأى نخامة في القبلة فخلع نعليه ثم مشى إليها فحكها ففعل ثلاث مرات فلما قضى صلاته أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه في مقام عظيم بين يدي رب عظيم يسأل أمرًا عظيمًا الفوز بالجنة والنجاة من النار وإن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه يقوم بين يدي الله عزَّ وجلَّ مستقبل ربه وملكه عن يمينه، وقرينه عن يساره فلا يتفلن أحدكم بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه ثم ليعرك فليشدد عركه فإنما يعرك أذن الشيطان والذي بعثنى بالحق لو ينكشف بينكم وبينه الحجب أو يؤذن للمسجد في الكلام لشكا ما يلقى من ذلك، رواه الطبراني في الكبير من رواية عبد الله بن زحر عن علي بن زيد وكلاهما ضعيف أهـ مجمع الزوائد، جـ ٢ ص ١٩ (باب في البصاق في المسجد) والتفل البصق، وهو من باب نصر وضرب، والعرك الدلك والحك، يريد به الرسول - صلى الله عليه وسلم - إزالة نخامته بعد انتهاء صلاته.
(٢) (أبرأ) أي: امتنع عن هذا وأنكره (الخليل) هو المنقطع إليه، وقيل المختص بشيء دون غيره- قيل هو مشتق من الخلة بفتح الحاء وهي الحاجة، وقيل من الخلة بضم الخاء وهي تخلل المودة في القلب فنفى - صلى الله عليه وسلم - أن تكون حاجته وانقطاعه إلى غير الله تعالى وقيل (الخليل) من لا يتسع القلب لغيره، والحديث في صحيح مسلم بشرح النووي جـ ٥ ص ١٣ (باب النهي عن بناء المسجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهى عن اتخاذ القبور مساجد).
(٣) (الغب) من أوراد- الإبل أن ترد الماء يومًا وتدعه يومًا ثم تعود.
(٤) (الفج) المسلك ومنه الحديث "أنه قال لعمر ما سلكت فجًا إلا سلك الشيطان فجًا غيره" النهاية جـ ٣ ص ٣٣٦، ٤١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>