و(الشوكة) حمرة تعلو الوجه والجسد، وهو مرض مميت، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: بئس الميت ليهود: فيه إشارة إلى أن أسعد سيموت في مرضه هذا، وسيكون موته سببا لشماتة اليهود: إذ يقولون عنه: بئس الميت، لولا نفعه صاحبه وأنقذه مما أصابه! وقد عاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جهلهم هذا بما عرفه من أن الأنبياء لا يملكون دفع الضر، ولا جلب النفع إلا بمشيئة الله تبارك وتعالى، وعقب قوله ذلك بأنه سيحاول أن يعالجه مع تفويض الأمر إلى الله تبارك وتعالى، ولهذا أمر أحد أصحابه بكيِّه كما جرت العادة عند العرب إذا لم يجدوا سبيلا غير الكى، فلما كواه مات وتحقق ما كان قد تنبأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - من موته. هذا وقد ذكر الشيخ البنا في تخريجه أنه أخرجه الحاكم، وعبد الرزاق، والطبراني، ورواه الترمذي مختصرًا من حديث أنس وقال: هذا حديث غريب، وأورده الهيثمي بنحو حديث الباب، وقال: رواه الطبراني، وفيه زمعة بن صالح، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها، ثم قال البنا: قلت: رواه الحاكم من طريق عبد الله بن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد أسعد بن زرارة وبه الشوكة فذكر الحديث وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا كان أبو أمامة عندهما في الصحابة، ولم يخرجاه -قلت- وأقره الذهبي، وقال: لأن أبا أمامة بن سهل عندهما من الصحاب. (٢) الحديث في الصغير برقم ٣١٨٨ من رواية أحمد وأبي داود فقط، وقال المناوى: قال الذهبي في المهذب: فيه إرسال: وقال ابن عساكر في الأطراف: حديث منقطع لأنه من رواية عبد الله بن زيد الحرمى عن حذيفة وهو لم يسمع منه.