معرفة الصحابة - الفارق بين المؤلف والسارق - في حلاوة المسانيد - شرح الدر في شرح ألفية ابن مالك.
ولما بلغ العلامة السيوطى أربعين سنة من عمره أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى والاشتغال به صرفا، والإعراض عن الدنيا وأهلها كأنه لم يعرف أحدًا منهم وشرع في تحرير مؤلفاته التى سبقت الإشارة إليها، وترك الإِفتاء والتدريس واعتذر عن ذلك في مؤلف ألفه في ذلك وسماه بالتنفيس، وأقام في روضة المقياس فلم يتحول منها إلى أن مات، لم يفتح طاقات بيته التى على النيل من سكناه، وكان الأمراء والأغنياء يأتون إلى زيارته ويعرضون عليه الأموال النفيسة فيردها، وأهدى إليه الغورى خصيًا وألف دينار فرد الألف وأخذ الخصى فأعتقه وجعله خادمًا في الحجرة النبوية، وقال لقاصد السلطان لا تعد تأتينا قط بهدية فإن الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك.
وكان لا يتردد إلى السلطان ولا إلى غيره وطلبه مرارًا فلم يحضر إليه وقيل له: إن بعض الأولياء كان يتردد إلى الملوك والأمراء في حوائج الناس فقال: اتباع السلف في عدم ترددهم أسلم لدين المسلم.
وألف كتابًا سماه ما رواه الأساطين في عدم التردد إلى السلاطين، وقد نظم صاحب الكواكب هذا الكتاب في منظومة لطيفة حافلة زاد فيها على ما ذكره السيوطى زيادات شريفة، (في الكواكب السائرة).
وجاء في الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة أنه رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - في المنام والشيخ السيوطى يسأله عن بعض الأحاديث والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول له هات يا شيخ السنة. وذكر الشيخ عبد القادر الشاذلى عنه أنه كان يقول رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقظة فقال لى يا شيخ الحديث. فقلت له يا رسُول الله أمن أهل الجنة أنا؟ قال:[نعم]. فقلت من غير عذاب يسبق فقال - صلى الله عليه وسلم -[لك ذلك]. وألف في ذلك كتاب تنوير الحلك في إمكان رؤية النبى والملك.
ورؤية من كان في الدنيا لمن كان في الدار الآخرة في اليقظة لا تكون إلا حالة