والمعنى: أن يكون من فصحاء المصاقع الذين أورثوا سلاطة الألسنة، وبسطة المقال بالسليقة من غير تصنع ولا ارتجال، ولا يناقضه خبر "إن اللَّه يبغض البليغ من الرجال"، لأن ذلك فيما كان فيه نوع تيه ومبالغة في التشدق والتفصح، وذا في خلق صحبه اقتصاد، وساسه العقل، ولم يرد به الاقتدار على القول إلى أن يصغر عظيما عند اللَّه، أو يعظم صغيرًا أو ينصر الشئ وضده، كما يفعله أهل زماننا، ذكره ابن قتيبة، قالوا: وذا من جوامع الكلم، رواه القضاعى والعسكرى كلاهما من حديث محمد بن المنكدر عن جابر، وكذا رواه الخطيب والقضاعى وفيه (أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود) قال في الميزان عن الخطيب: كذاب، ومن بلاياه هذا الخبر، وفى اللسان عن ابن طاهر: كان يضع الحديث، قاله المناوى اهـ. وما بين القوسين من هامش مرتضى. (١) الحديث في حلية الأولياء جـ ٧ ص ٩٨ في ترجمة "رمضان الثورى" بلفظ عن ابن عباس. قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "جميع أعمال بنى آدم تحصره الملائكة الكرام الكاتبون إلا حسنات المجاهدين في سبيل اللَّه، فإن الملائكة الذين خلقهم اللَّه يعجزون عن علم إحصاء حسنات أدناهم" غريب من حديث الثورى لم نكتبه إلا من هذا الوجه اهـ. و (عجز يعجز) من بابى: ضرب وسمع. (٢) الحديث في مجمع الزوائد جـ ١٠ ص ٣٩٧ كتاب (أهل الجنة) باب: ما جاء في جنات الفردوس، عن أبى موسى، وقال الهيثمى رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. والحديث في الجامع الصغير رقم ٣٦٠٠ لأحمد والطبرانى عن أبى موسى ورمز له بالصحة، قال المناوى: قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح، ثم قال المناوى: وفيه أن الجنان أربع، وقال القرطبى: هى سبع، وعدها، وقال الحكيم: الفردوس: سرة الجنة ووسطها، والفردوس جنات: فعدن كالمدينة، والفردوس كالقرى حولها فإذا تجلى الوهاب لأهل الفردوس رفع الحجاب، وهو المراد برداء الكبرياء هنا فينظرون إلى جلاله وجماله فيضاعف عليهم من إحسانه ونواله اهـ. و(تشخب): تجرى وتسيل، و (تصدع): تتفرق.