وقيل غيره، وأشعارهم في هذا كثيرة. قال الأبهري: وكانوا يسمونه -يعني المحرم وصفر- الصفرين. وكان القلمس يحل في الشهر الحرام دماء طي وخنعم لأنهما كانا لا يريان الحج من بين سائر العرب. ثم اختلف كيف كانوا يصنعون في سائر شهور السنة من السنة هل كانوا يبقونها على أسمائها أم كانوا يغيرونها أيضًا؟ فقيل إنهم كانوا يغيرونها يسمون صفر المحرم لأجل تحريمه ثم يسمون ربيعًا الأول صفرًا وربيعًا الأخير ربيعًا الأول وهكذا آخر الشهور، وهذا هو القول الذي قدمناه من أنهم كانوا يجعلون المحرم ويحرمون صفر بدلًا منه ويتركون الشهور على أسمائها المعهودة، فإذا كان من قابل حرم المحرم على أصله وأحل صفرًا مشت الشهور مستقيمة. ورأى من قال ذلك أن هذه كانت حالة القوم. وقال قوم في معنى الآية إن رؤساء بني كنانة وغيرها كانوا يؤخرون الحج في كل سنة عن وقته شهرًا فيوقعونه في المحرم بعد ذي الحجة ثم في السنة الأخرى في صفر، فبين الله تعالى أ، هذا الصنع كفر. وقد اختلف في قوله عليه الصلاة والسلام:((إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض)) فقيل لأن العرب كانوا قد تمسكوا بملة إبراهيم عليه السلام في تحريم الأشهر الحرم وكانوا ينسئون الشهر الحرام إلى الذي يليه إذا احتاجوا إلى القتال فيه، وينتقلون هكذا من شهر إلى شهر حت اختلط الأمر عليهم فصادفت حجة النبي صلى الله عليه وسلم تحريمهم قد طابق الشرع وكانوا في تلك السنة قد حرموا ذا الحجة بالاتفاق على الحساب الذي قلناه، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الاستدارة صادقت ما حرم الله به يوم خلق السماوات والأرض. وقيل كانت العرب