أصحها أن لا يحنث لأنه تعالى:{لا يؤاخذكم} إلا بما كسبت القلوب، وهذا مما لم يكسبه القلب ولم يكن فيه إلا اللفظ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:((إنما الأعمال بالنيات)).
وقد اختلف في معنى قوله تعالى:{ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}[البقرة: ٢٢٥] فقال ابن عباس، والنخعي وغيرهما: ما كسب القلب هي اليمين الكاذبة الغموس فهذه فيها المؤاخذة في الآخرة. وقال زيد بن أسلم: هو الرجل يقول هو مشرك إن فعل، أي هذا لغو إلا أن يعتقد الإشراك بقلبه ويكسبه. وقد اختلف في الغموس هل فيها كفارة أم لا؟ مع اتفاقهم على أن فيها إثمًا. فذهب بعضم إلى أنه كما فيها مؤاخذة في الآخرة، فكذلك فيها في الدنيا كفارة. ومن حجتهم أن يتأولوا المؤاخذة في الآخرة خاثة لا في الدنيا. قال بعضهم ومن حجتهم أيضًا قوله تعالى:{ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته}[المائدة: ٨]. ويمين الغموس محلولة غير منعقدة، ويلزم على مساق الآية، وعلى ما يقتضيه كلام العرب أن تكون المؤاخذة المذكورة في قوله تعالى:{لا يؤاخذكم الله باللغو} الآية. وعلى حسب هذا ينبغي أن تحمل التأويلات الواردة على العلماء في قوله تعالى:{لا يؤاخذكم الله} الآية فأخرج عن هذا ضعف القول به، وقد ظن قوم أن المراد بقوله تعالى:{لا يؤاخذكم الله} أن المؤاخذة في الآخرة، وأن المؤاخذة لا تجب في الدنيا، وليس كما ظنوه، فإنه تعالى قال في الأخرى:{لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته} الآية [المائدة: ٨]