المنسوخة كانت مستقبلة بالقرآن. والمشهور أن استقبال بيت المقدس لم يكن بالقرآن. وقال الربيع: خير صلى الله عليه وسلم في النواحي فاختار بيت المقدس تأليفا لأهل الكتاب، وقال بعضهم: صلى صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليختبر من آمن من العرب لأنهم كانوا يألفون الكعبة وينافرون بيت المقدس وغيره. وذكر الباجي عن الحسن البصري وغيره؛ أن النبيء صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس اختيارا من غير فرض عليه ليتألف أهل الكتاب، ثم صرف إلى مكة. قال: وهذا الذي قاله ظاهره أن الأمر كان مفوضا إليه قد خير فيه. والأظهر على هذا القول أن يكون تبع في ذلك شريعة من قبله من الأنبياء -عليهم السلام-، ممن كانت قبلته إلى بيت المقدس.
واختلف في أي صلاة حولت القبلة. ففي ((الموطأ)) بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال لهم: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة)) الحديث.
وروى البراء بن عازب أنها صلاة العصر. وقال أبو بشر الدولابي: زار النبي صلى الله عليه وسلم أم بشر في بني سلمة، وصلى الظهر في مسجد القبلتين ركعتين إلى الشام، ثم أمر أن يستقبل الكعبة فاستدار ودارت الصفوف خلفه، فصلى البقية إلى مكة. وذكرأبو الفرج: أن عباد بن نهيك كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة. وقيل: إنما نزلت الآية بنسخ القبلة في غير