نزلت حين صدر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فاغتم المسلمون لذلك، ومعنى {فثم وجه الله} على هذا قثم الله. وقيل: فثم تدركون رضى الله.
وقال ابن عباس: نزلت حين حول النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، وقالت اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها.
فمجموع ما يتحصل من هذه الآية من الآقوال إحدى عشر قولًا.
ولا اعتراض عل من جعل الآية منسوخة بأن يقال: إنها خبر لأنها وإن كانت خبرًا ففيها معنى الأمر.
قوله تعالى:{وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه}[البقرة: ١١٦] هذه الآية تدل على امتناع اجتماع الملك والولاية، وكذلك قوله تعالى:{إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدًا}[مريم: ٩٣] وكذلك قوله تعالى: {وبالوالدين إحسانًا}[البقرة: ٨٣] و {فلا تقل لهما أف}[الإسراء: ٢٣] يدل على عتق الأبوين لأنه ليس من الإحسان إليهما رقهما وكذلك قوله: {لا أملك إلا نفسي وأخي} يدل على عتق الأخوة، لأنه إذا كان لا يملك نفسه فلاى يملك أخاه.
وبعضهم لا يصحح هذا الاستدلال ويحتج بالحديث الواقع في ((مسلم)): ((لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه)) ويرى أنه يعطى على صحة الشراء واستئناف العتق، ولأجل هذا وقع الاختلاف في عتق الأقارب إذا ملكوا فأنكره جماعة من أهل الظاهر وتعلقوا بالحديث المذكور، وأثبته الأكثرون إلا أنهم احتلفوا في تعيين الأقل بالمذكورين على ثلاثة أقوال: