{ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله}[الإسراء: ٦٢] فقد انتظم مما ذكر التجارة وغيرها. كقوله تعالى:{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}[الجمعة: ١٠]{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم}[البقرة: ١٩٨] وقد منع عمر -رضي الله عنه- من ركوبه فلم يركبه أحد طول حياته، وكذلك منعه أيضًا عمر بن عبد العزيز، وقد أسقط الشافعي في أحد قوليه فرض الحج على من طريقه إليه على البحر. وروي عن مالك مثله، والذي عليه الجمهور خلاف هذا وظاهر الآيات المذكورة يعضد ما ذهبوا إليه، وكذلك قوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث أم حرام بنت ملحان:((عجبت من قوم من أمتي يرطبون البحر كالملوك على أسرة)) الحديث.
وقوله تعالى:{وما أنزل الله من السماء من ماء}[البقرة: ١٦٤] يدل على أن الماء كله إنما هو في السماء. وقوله تعالى:{ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض}[المؤمنون: ١٨] وهذا كله يرد على من يعتقد أن ماء السحاب إنما هو من البحر ولا حجة في قوله -عليه السلام-: ((بحرية)) يحتمل أن يريد من ناحية البخر، وكذلك قول أبي ذؤيب يصف السحاب: