وأخرج الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٢٧٣ - بغية الباحث) عن يعقوب بن محمد، عن عبد العزيز الدراوردي، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه: أنَّ النبي صلى على قبر البراء بن معرور وكبَّر عليه أربع تكبيرات. وقد روي نحوه من وجه آخر مرسلٍ من حديث حماد بن سلمة، عن أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة: أنَّ البراء بن معرور … فذكره. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٣/ ٥٧١، والطبراني في "الكبير" (١١٨٥) و (٣٢٧٩)، والبيهقي ٤/ ٤٩ - وفيه عند ابن سعد والبيهقي: أن البراء قال لهم: وجِّهوني في قبري نحو القبلة. وهو عند الطبراني مختصر بقصة الوصية بالثلث فقط، ووقع في إسناده: عن أبي محمد بن معبد عن أبي قتادة، وهو خطأ والصواب ما عند ابن سعد والبيهقي. وأبو محمد هذا مجهول، لم يرو عنه غير حماد بن سلمة. وفي "سنن البيهقي": أنَّ النبي ﷺ قدم بعد موت البراء بسنة، لكن قال البيهقي بإثره: كذا وجدته في كتابي، والصواب: بعد شهر، والله أعلم. وروي صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب قال: كان البراء بن معرور أول من استقبل القبلة حيًّا وعند حضرة وفاته، قبل أن يتوجهها رسول الله ﷺ … حتى إذا حضرته الوفاة أمر أهله أن يوجّهوه قبل المسجد الحرام … ،، أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٥٥٣٨)، وابن منده في "معرفة الصحابة" ص ٢٨٨. وهذا إسناد صحيح إن كان كعبٌ فيه محفوظًا. فقد خالف صالحًا في وصله محمدُ بن عبد الله ابن أخي الزهري ومعمرٌ عند ابن سعد ٣/ ٥٧١، وشعيبُ بن أبي حمزة عند البيهقي ٣/ ٣٨٤، فروياه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك مرسلًا ليس فيه كعب. ولفظ رواية ابن أخي الزهري بنحو رواية صالح، وقال فيه معمر: أن يوجَّه إذا وُضع في قبره. واختصره البيهقي وقال: هو مرسل جيد. وروى معمر في "جامعه" (٢٠٧٠٥) عن الزهري قال: والبراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيًا وميتًا، كان يصلي إلى الكعبة والنبي ﷺ بمكة يصلي إلى بيت المقدس، فأُخبر به النبي ﷺ، فأرسل إليه أن يصليَ نحوَ بيت المقدس، فأطاع النبي ﷺ، فلما حضره الموتُ قال لأهله: استقبلوا بيَ الكعبةَ. ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٦٠٦٤) عن معمر عن الزهري مختصرًا. وفي باب توجيه المحتضَر إلى القبلة ما رواه ابن أبي الدنيا في "المحتضَرين" (٣٠٩) بإسناد صحيح عن رِبعِي بن حِراش: أن أخته - وهي امرأة حذيفة - قالت: لما كان ليلة تُوفي حذيفة جعل =