وقد روي الحديث عن غير واحد من الصحابة، كابن عمر عند الترمذي (٨١٣) و (٢٩٩٨)، وابن عباس عند ابن ماجه (٢٨٩٧)، وجابر بن عبد الله عند الدارقطني (٢٤١٣) وغيره، وابن عمرو عند الدارقطني أيضًا (٢٤١٤ - ٢٤١٧)، وعلي بن أبي طالب عنده أيضًا (٢٤٢٨) وعند غيره، وكلها لا تخلو أسانيدها من كذاب أو متهم أو متروك، فلا يفرح بواحد منها، قال ابن المنذر: لا يثبت الحديث في ذلك مسندًا، والصحيح من الروايات رواية الحسن المرسلة. (١) إسناده ضعيف جدًّا، أبو قتادة - وهو عبد الله بن واقد الحراني - ضعفه أبو زرعة والدارقطن، وقال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال يحيى مرة: ثقة ولكن كان كثير الغلط، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: ذهب حديثه، ولخص ذلك الحافظ ابن حجر في "التقريب" فقال: متروك. قلنا: ومثل هذا لا يصلح أن يكون شاهدًا لرواية سعيد بن أبي عروبة السالفة، هذا لو انفرد، فكيف إذا خالف الثقات مثل أبي نعيم وحجاج بن منهال؟! فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" ٤/ ١٧ عن أحمد بن حازم الغفاري، عن أبي نعيم الفضيل بن دكين. وعن محمد بن بشار، وعن حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي ﷺ مرسلًا. وقرن أبو نعيم بقتادة حميدًا الطويل.