للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَسيرةَ ليلةٍ إلَّا مع ذي مَحْرَم" (١).


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن عجلان، وقد توبع. أبو هشام المخزومي: هو المغيرة بن سلمة القرشي، ووهيب: هو ابن خالد، وأبو سعيد: هو كيسان المقبري.
وقد أورد المصنف بإثره الحديثَ من وجه آخر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، لم يذكر فيه أبا سعيد، وهذا لا يضر في صحة الإسناد لأنَّ سعيدًا سمع من أبيه وسمع من أبي هريرة، قال ابن حبان في "صحيحه" ٦/ ٤٣٨: سمع هذا الخبر سعيد المقبري من أبي هريرة، وسمعه من أبيه عن أبي هريرة، فالطريقان جميعًا محفوظان. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢١/ ٥٠: وكان سعيد بن أبي سعيد - فيما يقولون - قد سمع من أبي هريرة، وسمع من أبيه عن أبي هريرة، كذا قال ابن معين وغيره، فجعلها كلها أحيانًا عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد ١٥/ (٩٤٤٨) من طريق يحيى بن أبي كثير، وأحمد أيضًا ١٢/ (٧٤١٩) و ١٥/ (٩٦٣٠) و (٩٧٤١) و ١٦ / (١٠٥٧٥)، والبخاري (١٠٨٨)، ومسلم (١٣٣٩) (٤٢٠)، وابن حبان (٢٧٢٦) من طرق عن ابن أبي ذئب - وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة - وأحمد ١٤ / (٨٤٨٩) و ١١ / (١٠٤٠١)، ومسلم (١٣٣٩) (٤١٩)، وأبو داود (١٧٢٣)، وابن حبان (٢٧٢٨) من طريق الليث بن سعد، وأخرجه مسلم (١٣٣٩) (٤٢١)، وأبو داود (١٧٢٤)، والترمذي (١١٧٠) - وقال: حسن صحيح - من طريقين عن مالك بن أنس، أربعتهم عن سعيد بن أبي سعيد، بهذا الإسناد. إلّا أنَّ ألفاظهم قد اختلفت، فقال بعضهم: يومًا فما فوقه، وقال بعضهم: مسيرة يوم وليلة، وبعضهم: مسيرة يوم، وبعضهم: مسيرة يوم تام، وبعضهم: مسيرة يوم واحد.
ووفق بين هذا الاختلاف ابن عبد البر في "التمهيد" ٢١/ ٥٥ فقال: قد اضطربت الآثار المرفوعة في هذا الباب - كما ترى - في ألفاظها، ومحملها عندي - والله أعلم - أنها خرجت على أجوبة السائلين، فحدّث كلُّ واحد بمعنى ما سمع، كأنه قيل له في وقت ما: هل تسافر المرأة مسيرة يوم بلا محرم؟ فقال: لا، وقيل له في وقت آخر: هل تسافر المرأة مسيرة يومين بلا محرم؟ فقال: لا، وقال له: آخر: هل تسافر المرأة مسيرة ثلاثة أيام بغير محرم؟ فقال: لا، وكذلك معنى الليلة والبريد ونحو ذلك، فأدى كل واحد ما سمع على المعنى، والله أعلم، ويجمع معاني الآثار في هذا الباب - وإن اختلفت ظواهرها - الحظرُ على المرأة أن تسافر سفرًا يخاف عليها الفتنة بغير محرم، قصيرًا كان أو طويلًا، والله أعلم. وانظر كلام الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٤/ ٢٥٥ - ٢٥٧.
وقد اختُلف على مالك وابن أبي ذئب، فروى بعضهم عنهما عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>