للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سمعتُ أبا ثَعْلبة الخُشَنيَّ يقول: قَدِمَ رسولُ الله من غَزاةٍ له، فدخل المسجد فصلَّى فيه ركعتين - وكان يُعجبُه إذا قَدِمَ من سفر أن يَدخُلَ المسجد فيصلِّيَ فيه ركعتين (١) ثم يَخرج - فأتى فاطمةَ فبدأ بها فاستَقبَلَته، فجعلَت تُقبِّل وجهَه وعينَيه، فقال لها رسولُ الله : "ما يُبكيكِ (٢)؟ " قالت: يا رسولَ الله، أراك قد شَحَبَ لونُك، فقال لها رسولُ الله : "يا فاطمةُ، إنَّ الله ﷿ بَعَثَ أباكِ بأمرٍ لم يَبْقَ على ظهر الأرض بيتُ مَدَرٍ ولا شَعرٍ إلَّا أدخلَ الله به عزًّا أو ذلًّا، حتى يَبلُغ حيثُ بَلَغَ الليلُ (٣) " (٤).

هذا حديث رواته مُجمَعٌ عليهم بأنهم ثقات، إلَّا أبا فروةَ يزيدَ بنَ سِنان.


(١) من قوله: وكان يعجبه .. " إلى هنا لم يرد في (ص) و (ع)، ووقع فيهما: ثم خرج" بصيغة الماضي.
(٢) تحرف في النسخ الخطية إلى: ما معك، والتصويب من مصادر التخريج.
(٣) في النسخ الخطية حيث يبلغ حيث الليل، ولا وجه له.
(٤) إسناده ضعيف لضعف أبي فروة الرهاوي - واسمه يزيد بن سنان - وقد اضطرب في تعيين شيخه، إذ روي عنه مرة أنه عروة بن رويم - كما هنا - ومرة أخرى روي عنه أنه عقبة بن يريم، وذكرهما مرة جميعًا فقال: عن عروة بن رويم عن عقبة بن يريم - كما سيأتي بيانه في التعليق على الحديث رقم (٤٧٩٠) - وعروةُ بنُ رويم لا بأس به، لكن عقبة بن يريم مجهول، وقال البخاري في "تاريخه الكبير" ٦/ ٤٣٦: في صحة خبره نظر. وقد جزم البخاري بسماع عروة بن رويم من أبي ثعلبة، وأما ابن أبي حاتم وابن عمار الموصلي فجزما بأنه لم يسمع منه، وأنَّ روايته عنه مرسلة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٠/ ٢٣٠ من طريق أبي بكر الحيري، عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" (١٧٤١١) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" ٢/ ٣٠ و ٦/ ١٢٣ - من طريق محمد بن أبان، به.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص ٥٥ من طريق علي بن مسهر، وابن خزيمة في الحج (إتحاف - ١٧٤١١)، والطبراني في "الكبير" ٢٢/ (٥٩٦) من طريق جعفر بن زياد الأحمر، كلاهما عن أبي فروة يزيد بن سنان، به. ورواية علي بن مسهر مختصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>