للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فدخل بابَى على عائشة، فأخبرها بما فعل العبدُ، فقالت عائشة: سمعتُ رسول الله يقول: "مَن أشار بحديدةٍ إلى أحدٍ من المسلمين يريد قتلَه، فقد وَجَبَ دمُه".

قالت: فخرج بابَى من عندها، فذهب إلى سيد العبدِ الذي ابتاعه منه فاستقالَه فأقالَه، وردَّ إليه، فأخذَه بابَى فقتلَه (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٢٧٠٣ - حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّريّ بن خُزيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وُهَيب، عن معمر بن راشد، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن الزُّبَير، قال: قال رسول الله : "مَن شَهَرَ سيفَه ثم وَضَعَه، فدَمُه هَدْرٌ" (٢).


(١) رجاله ثقات، وأم علقمة روى عنها اثنان، وذكرها العجلي وابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد: روى عنها ابنُها أحاديث صالحة. قلنا: وقد تفردت بهذا الحديث، وقد احتجَّ الإمام أحمد بخبرها في الحامل ترى الدم أنها لا تصلي، ووافقه على ذلك إسحاق بن راهويه، حكاه عنهما ابن القيم في "زاد المعاد" ٥/ ٦٤٩.
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" ١١/ ٣٠٢ من طريق يحيى بن أيوب، عن سعيد بن أبي مريم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ٤٣/ (٢٦٢٩٤) عن عبيد بن أبي قرة، عن سليمان بن بلال، به. دون ذكر القصة، مع أنه أشار إليها بقوله: في قصة ذكرها.
قوله: "فقد وجب دمه" أي: حلَّ للمقصود أن يدفعه عن نفسه ولو قتله، فوجب ها هنا بمعنى: حلَّ.
(٢) صحيح موقوفًا على عبد الله بن الزُّبَير، قد اختُلف في رفعه ووقفه عن معمر، فرواه عنه وهيب - وهو ابن خالد - والفضل بن موسى السِّيناني مرفوعًا، ورواه عنه عبد الرزاق موقوفًا، وكذلك رواه ابن جُرَيج عن عبد الله بن طاووس موقوفًا، ولهذا أنكر رفعه عليُّ بن المديني كما في "التعديل والتجريح" للباجي ٣/ ١٠٤٨، والبخاريُّ في "علل الترمذي الكبير" (٤٢٩)، ومالَ إلى تصحيح وصله ابن حزم في "المحلى" ١١/ ٣٠٧، وعبد الحق في "أحكامه الوسطى" ٤/ ٧٣، وكذلك الحافظُ في "الدراية" ٢/ ٢٦٧.
وأخرجه النسائي (٣٥٤٦) من طريق الفضل بن موسى، عن معمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (٣٥٤٧) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به موقوفًا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>