ولا يُعارض هذا الحديثُ حديثَ ابن عباس الذي أخرجه أحمد ٤/ (٢٣٨٧)، قال: طلَّق ركانة بن عبد يزيد أخو بني المطلب امرأته ثلاثًا في مجلس واحد، ثم ذكر نحوه. لأنَّ البتّةَ والثلاثَ شيء واحد لا فرق بينهما، وهو ظاهر صنيع مالك في "موطئه" كما قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (٢٥٠٠٥)، وكذلك هو ظاهر صنيع البخاري في "صحيحه"، كما قال الحافظ في "الفتح" ١٦/ ٤٧ وقال: وهذا الحَمْل قويٌّ. وانظر "معالم السنن" للخطابي ٣/ ٢٤٨، "المسالك في شرح موطأ مالك" لابن العربي ٥/ ٥٤٦. (١) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تَميمة السَّختِياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو أسماء الرَّحَبي: هو عمرو بن مَرْثَد. وأخرجه أبو داود (٢٢٢٦) عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد ٣٧/ (٢٢٤٤٠) عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن ماجه (٢٠٥٥) من طريق محمد بن الفضل السدوسي، كلاهما عن حماد بن زيد، به. وأخرجه ابن حبان (٤١٨٤) من طريق وُهَيب بن خالد، عن أيوب، به. وأخرجه أحمد (٢٢٣٧٩) عن إسماعيل ابن عُلَيَّة، والترمذي (١١٨٧) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، كلاهما عن أيوب، عن أبي قلابة، عمّن حدثه عن ثوبان. وقد عُلمت الواسطةُ من طريق غيرهما. قوله: "أن تَريحَ"، بفتح المثناة، من راح يَريح، وبضمها من أراح يُريح: إذا وجد رائحة الشيء. وقوله: "من غير بأس" أي: من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة.