للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شديدةٍ، فقلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عُواءُ أهل النار، ثم انطُلِق بي، فإذا بقوم مُعلَّقين بعَراقيبهم، مُشقَّقةٍ أَشْداقُهم تَسيلُ أشداقُهم دمًا، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يُفطِرون قبل تَحِلّةِ صومِهم، ثم انطُلِق بي، فإذا بقومٍ أشدَّ شيءٍ انتفاخًا وأنتَنَه ريحًا، وأسوأَه منظرًا، فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانُون والزَّواني، ثم انطُلِق بي، فإذا أنا بنساءٍ يَنهَشنَ ثُدِيَّهن الحيّاتُ، فقال: ما بالُ هؤلاء؟ فقال: هؤلاء اللواتي يَمنَعنَ أولادهن ألبانَهُنَّ، ثم انطُلِق بي، فإذا أنا بغلمانٍ يَلعبُون بين نهرَين، فقلت: من هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء ذَرَاريُّ المؤمنين، ثم شَرَفَ لي شَرَفٌ، فإذا أنا بثلاثة نَفَرٍ يَشربُون من خمْرٍ لهم، قلت: من هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء جعفرُ بن أبي طالب وزيدٌ وابنُ رَوَاحةَ، ثم شَرَفَ لي شَرَفٌ آخرُ، فإذا أنا بثلاثةِ نفرٍ، قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيمُ وموسى وعيسى، وهم ينتظرونَك" (١).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، وقد احتجَّ البخاري بجميع رُواته غير سُلَيم بن عامر، وقد احتجَّ به مسلم.


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن حبان (٧٤٩١) عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن الربيع بن سليمان، بهذا الإسناد.
وتقدم برقم (١٥٨٤) مختصرًا من طريق بحر بن نصر الخولاني عن مشرف بن بكر.
الضَّبْعان: مثنّى ضَبْع، وهو العَضُد.
والوعْر: الصعب، وزنًا ومعنًى.
وسواء الجبل: وسطه.
وعُواء أهل النار: صياحهم.
والعراقيب: جمع عُرقوب، وهو عَصَب غليظ فوق عَقِب الإنسان.
والأشداق: جمع شِدْق، هو جانب الفم.
وتحلّة صومهم، أي: وقت كونهم في حِلٍّ من صومهم.
وقوله: "شَرَف لي شَرَفٌ" أي: ارتفع وعلا لي مرتَفَعٌ، أي ظهر لي مكانٌ مُرتَفِع، والأشهر فيه: أشرف، من الرباعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>