ويشهد للقسم الثاني من الحديث في ردّ عائشة على أبي هريرة في روايته بأنَّ ولد الزنى شر الثلاثة، ما رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، كانت إذا قيل لها: هو شرُّ الثلاثة، عابت ذلك، وقالت: ما عليه من وزر أبويه؟ قال الله: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. أخرجه عبد الرزاق (١٣٨٦٠) و (١٣٨٦١)، وابن أبي شيبة ٢/ ٢١٦، وابن أبي داود في "مسند عائشة" (٥٣)، وابن المنذر في "الأوسط" (١٩٣٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٥/ ١٤٣٥، وغيرهم من طرق عن هشام، وإسناده صحيح. وروي عنها مرفوعًا كما سيأتي برقم (٧٢٣٠)، لكن الصحيح وقفه كما رواه جماعة أصحاب هشامٍ عنه. ويشهد للقسم الثالث ما روي عن عائشة أم المؤمنين أنها ردّت في ذلك على عبد الله بن عُمر، كما أخرجه أحمد ٩/ (٤٩٥٩) و ٤٠/ (٢٤٣٠٢)، والبخاري (٣٩٧٨)، ومسلم (٩٢٩) و (٩٣١) و (٩٣٢)، وغيرهم. وفي رواية عنها أنها ردّت في ذلك على عمر بن الخطاب أيضًا، كما أخرجه أحمد ١/ (٢٨٨) و ٤٠/ (٢٦٤٠٩)، والبخاري (١٢٨٨)، ومسلم (٩٢٩)، (٢٣)، وغيرهم، وفي بعض هذه الروايات أنَّ عمر هو الذي حدّث ابنَه عبدَ الله بذلك. قوله: "من يَعذِرني" معناه: من ينصرني عليه، أو من يقوم بعذري إن كافأته على سوء فعله ولا يلومني.