وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٥٥ و ١٦/ ٥٨ من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به - وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (٧٨١٠). وأخرج الشطر الثاني منه بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٦٤٣ من طريق عباد بن العوام، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب عن ابن العاص - لا يدري عبد الله أو عمرو - عن النبي ﷺ. ورجاله ثقات والشك في اسم صحابيه هل هو عمرو بن العاص أو ابنه عبد الله لا يضرُّ، فكلاهما صحابي جليل عدلٌ مرضيٌّ. وأخرجه الشطر الأول بمعناه البزار (٢٣٥١) من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بلفظ: "لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا، ما همَّ بخطيئة - أحسبه قال: ولا عملها". وخالف يحيى بنُ سعيد القطان وشعبةُ فروياه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن ابن العاص - إما عبد الله أو أبوه - الشطر الأول موقوفًا عليه من قوله، والشطر الثاني موقوفًا على ابن المسيب من قوله. أخرجه من طريق يحيى القطان أحمد في "الزهد" (٤٦٣) وابن أبي حاتم ٢/ ٦٤٣، ومن طريق شعبة أخرجه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٥٥ - ٢٥٦. وخالف أنسُ بن عياض - وهو ثقة أيضًا - فرواه بشطريه بنحوه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب من قوله، لم يجاوز به سعيدًا. أخرجه الطبري ٣/ ٢٥٥. وخالف قتادةُ فروى الشطر الأول منه فقط عن سعيد بن المسيب عن النبي ﷺ مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٦ عن معمر عنه، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري أيضًا ١٦/ ٥٨. فهذا خبر في إسناده اضطراب مع ثقة رواة هذه الطرق في الجملة، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (١٩١٣) أنه سأل أباه عن هذا الحديث الذي رواه محمد بن إسحاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: لا يرفعون هذا الحديث. وساقه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٣٠ من طريق ابن أبي حاتم من روايتي عباد بن العوام ثم يحيى القطان، ثم عقَّب فقال: فهذا موقوف وهو أقوى إسنادًا من المرفوع، بل وفي صحة المرفوع نظر، والله ﷾ أعلم. قلنا: لكن للشطر الأول منه شاهد من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا، سيأتي عند المصنف برقم (٤١٩٤) إلَّا أنَّ إسناده ضعيف. =