للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بجهلي، فالآن مِن عذابك (١) مَن يستنقذُني، وبحبل مَن أتَّصِلُ إن أنت قطعتَ حبلَك عني، واشَبَاباهُ واشَبَاباهْ، فلما فَرَغَ من قوله تلوتُ آيةً من كتاب الله: ﴿نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ﴾ الآية [التحريم: ٦]، فسمعُت حركةً شديدةً، ثم لم أسمع بعدها حِسًّا، فمضيتُ.

فلما كان من الغدِ، رجعتُ في مَدْرَجتي، فإذا أنا بجنازة قد وُضِعَت، وإذا عجوزٌ كبيرة، فسألتُها عن أمر الميِّت، ولم تكن عرفَتني، فقالت: مرَّ هاهنا رجلٌ لا جزاه الله إلَّا جزاءَه، مرَّ بابني البارحةَ وهو قائمٌ يصلي، فتلا آيةً من كتاب الله، فلما سمعها ابني تَفطَّرَت مَرارتُه فوقع مَيّتًا (٢).

٣٨٧٢ - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو حُذَيفة، حدثنا سفيان، عن سِمَاك بن حَرْب، عن النُّعمان بن بَشِير، عن عمر بن الخطاب ﴿تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ [التحريم: ٨]، قال: أن يُذنبَ العبدُ ثم يتوبَ فلا يعودَ فيه (٣).


(١) هكذا في المطبوع، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، وفي نسخنا الخطية: عدلك، والأول أوجه.
(٢) رجاله إلى منصور بن عمار ثقات، ومنصور بن عمار واعظ بليغ صالحٌ، وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" ٩/ ٩٣، وقد نقل فيه الذهبي هذا الخبر عن أبي العبَّاس.
ومن طريق أبي العبَّاس أخرجه أيضًا أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٩/ ٣٢٧ - ٣٢٨ و ١٠/ ١٨٧، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٠/ ٣٣٠ - ٣٣١، وابن قدامة المقدسي في كتاب "التوابين" ص ١٧١.
وأخرجه أبو نعيم ٩/ ٣٢٨ - ٣٢٩ من طريق أحمد بن محمد بن يوسف، عن أبيه، قال: أُخبرتُ عن منصور بن عمار …
وأخرجه ابن الجوزي في "التبصرة" ص ٣٦ من طريق علي بن الموفّق، عن منصور بن عمار.
(٣) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وأبي حذيفة: وهو موسى بن مسعود النَّهدي. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود في "الزهد" (٦١)، والطبري في "تفسيره" ٢٨/ ١٦٧، والبيهقي في "السنن" ١٠/ (١٥٤)، وفي "الشعب" (٦٦٣٤) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>