للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحتمل أمرين: إما أن يكون قصد سَرْخَس خاصةً، أو يكون مرَّ بها وهو في طريقه إلى بُخارى، والله تعالى أعلم.

ومن بلدان خراسان التي أمَّها أبو عبد الله الحاكم كذلك، ولم يتبيّن لنا تاريخُ حضوره فيها: أَبِيوَرْد، كما في ترجمته لأبي نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب الحَرْبي البُخاريّ (١). والظاهر أن دخوله إليها كان في أثناء رحلاته بين نَسَا ومَرْو وبُخارى، فهي على الطريق بين نسا ومرو، والله أعلم.

ومنها بَيْهَقُ كذلك، وهي ناحية من نواحي نيسابور، فيها قرى كثيرة مجتمعة، من أشهرها خُسْرَوْجِرْد (٢)، وقد صرّح بسماعه في بَيْهَق من أبي الطيب طاهر بن يحيى البيهقي في بعض رواياته عنه في "المستدرك" (٣)، ومن أبي الفضل أحمد بن محمد الخَواتيمي كما في رواية للبيهقي (٤) عن أبي عبد الله الحاكم، وذكر أنه كتب بخُسْرَوْجِرْد عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخُسْرَوْجِرْدي الخطيب (٥). والظاهر أن حضوره إلى بيهق كان في أثناء رحلاته إلى العراق والحجاز، فهي على طريق القوافل من نيسابور إلى العراق.

فهذه أهم بلدان ومدن خراسان وبلاد ما وراء النهر التي رحل إليها أبو عبد الله الحاكم، رغبةً منه في لقاء شيوخها وحُفّاظها، وتحصيل مسموعاتهم ومرويّاتهم.

لكن الغريب اللافت للنظر أنه لم يُسجَّل لنا دخولُ الحاكم لبَلْخ ولا لهَرَاة، مع كونهما من كبرى مدن خراسان، والظاهر أن ذلك يعود لسببين:


(١) "الأنساب" نسبة (الحربي). وأبيورد قريبة من نَسَا إلى الشرق منها، فهي في جمهورية تركمانستان أيضًا.
(٢) "الأنساب" نسبة (البيهقي). وبيهق الآن مدينة في جمهورية إيران، وتسمَّى سيزوار، وهي إلى الغرب من نيسابور وتبعد عنها مسافة ١١٠ كم تقريبًا، وخسروجرد قصبتها في غربيِّها.
(٣) "المستدرك" (١٢٩) و (٣٣٣٨).
(٤) في "شعب الإيمان" (٩٠٥٨).
(٥) "الأنساب" نسبة (الخُسْرَوْجِرْدي).

<<  <  ج: ص:  >  >>