(١) ما بين المعقوفين ليس في النسخ الخطية، ولا بُدَّ منه، لعدة أمور: أولها: أنَّ إسماعيل بن جعفر لم يُدرك يزيد بن عبد الله بن قُسيط، وإنما يروي عنه عادةً بواسطة يزيد بن خصيفة، وثانيها: أنه لا تعرف ليزيد بن عبد الله بن قُسيط رواية عن أبيه، وأما عبد الله بن يزيد بن عبد الله ابن قسيط فيروي عن أبيه يزيد، وثالثها: أنَّ محمد بن إسحاق روى هذا الحديث عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة، فالذي يروي هذا الحديث عن أبي هريرة إنما هو يزيد بن عبد الله بن قُسيط مباشرة، وله عنه رواية. ولعله يكون انقلب الاسم على بعض الرواة من عبد الله بن يزيد بن قسيط إلى يزيد بن عبد الله بن قُسيط، ومعلوم أن يزيد كثيرًا ما يُنسب إلى جده قُسيط، فيقال: يزيد بن قُسيط، والله تعالى أعلم. (٢) حديث صحيح، ومن قوله: "فإن مريم" إلى آخر الخبر مُدرَج من قول أبي هريرة موقوفًا عليه، كما سيأتي بيانه، وهذا إسناد حسنٌ من أجل عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تابعه عليه دون ذكر هلكة أم مريم وضمِّ خالتها لها محمدُ بن إسحاق بن يسار صاحب "المغازي"، ولهذا الحديث طرق أُخرى عن أبي هريرة. =